ترددت كثيراً في قرع الموضوع باعتبار أن الضجيج و الخوض في المواضيع والتي قد طرقت وطرقت وطرقت حتى صارت قابلة للسحب وغيره لا يروقني ولا يروقني بتاتاً بتاتاً ، ولكن ما دفعني إلى طرق هذا الموضوع المطروق أصلاً هو ما واجهته من ضجة كبيرة فإن كنت مبالغاً لقلت أن نسبة 99% من العرب فقط دون غيرهم ممن يهمه الأمر أو لا يهمه قد ناقش وخاض وتفلسف حول ما جرى وما يجري , فقلت يا ولد هل سيكون موضوعك القشة التي قصفت ظهر البعير وقررت أن أكتب ما سيأتي .
أمريكا آه .... من أمريكا كل شيء كنت تعرفه عن الابتار اقصد عن أمريكا سوف يتغير والأسطورة سوف تكتب من جديد
ما الذي كنت تعرفه عن أمريكا ؟ أسأل نفسي يحدث هذا السؤال في راسي ضجة كبيرة مضمونها : في البداية كنت لا أعرف عن أمريكا سوى القليل ، وبالتحديد قبل العام 2001 ، فقد كنت أسمع بأن أمريكا تشبه بشكل كبير سوبرمان إن لم تكن هو بحد ذاته وما سوبرمان إلا تجسيد لأمريكا ، فأمريكا كان يقال عنها بأنها الدولة العظمى والكبرى و الديمقراطية بعينها , ففيها لا فرق بين الرجل والمرأة ، الأسود والأبيض ،والحيوانات فيها تعيش كالبشر لدينا بل وأفضل ، ولو حصل وظلم ما وقع في أي مكان في الأرض لتدخلَ سوبرمان في حله ، وأشياء أخرى قليله لا يتسع المجال لذكرها .
ولكن بعد العام 2001 بغض النظر عن الأحداث التي حصلت ومن الذي تسبب فيها والدوافع وصحة ما يقال وما إلى ذلك من كل الكلام الذي لا يهمنا تفصيله في هذا المقال على الأقل ، أخذ الجميع يتابع أعمال أمريكا لتظهر للجميع حقيقة الأسطورة , فحقوق الإنسان التي كانت تتشدق بترديدها على أسماع العالم بل وتتدخل وتوبخ باسمها أصبح عنوانها جوانتانامو وأبو غريب والقائمة تطول ، والكلام الذي كان يردد عن الحرية في كل شيء ، فمثلاً لا فرق بين مسلم ومسيحي وهندوسي لم يعد كذلك فقد أستثني كل ما هو مسلم منه فأصبح الإسلام رديف للإرهاب والمسلم مطارد مراقب ومقيد الحركة ، وما عرفناه منذ زمن عن التحيُّد لعدو المسلمين اللدود زاد وبوتيرة كبيرة أيضاً ، وأعادت ترسيخ لدى العالم العربي ما كان قد بدء ينسى بأن اللون الأسود يجلب الشؤم بجعل كونداليزا رايس وزيرة للخارجية وأضحت المصائب تتواتر في كل مرة تطل عليه بطلتها الغير بهية بتاتاً .
لم يعد الجميع يصدق ما تقوله أمريكا بعد كل ما حدث حتى الشعب الأمريكي نفسه وبدت أمريكا في ورطه ، ولكن لا شيء يصعب عليها ، صحيح أن المشكلة لا يمكن حلها بقانون رياضي أو فيزيائي أو حتى بتفاعل كيميائي لكن يمكن حلها بقانون الديمقراطية وتغير في الشعار بين الفيل والحمار . وحدث ما كان متوقع أن يحدث بفضل الديمقراطية وكلمة change في الولايات المتحدة الأمريكية فكل ما شوه وجه أمريكا لم يعد موجوداً هذه لسان أمريكا تقول للجميع , انظروا مثلاً إلى الخارجية فلم تعد تلك المرأة القبيحة هناك . ولو كنت صاحب شركة منظفات لفسرت ما جرى بما يلي : في الخارجية كانوا يستعملون مسحوق غسيل شركتنا أما في الرئاسة كانوا يستعملون مسحوق غسيل منافس .
وهاهي الكلمة السحرية أوباما منقذ البشرية من الأعمال الإجرامية
وها قد بدأت صدور الجميع تثلج من هذه العملية التجميلية ، وجراحها الماهر وخاصة عندما زار منطقتنا العربية وأمسك بيدنا اللي بتوجعنا كما يقول من زارهم وتلا لنا آيات قرآنية ، و لو كان الشيخ إمام موجوداً لغنا بكل حرية (يسلملم ياجدعان عالود البلاك مان حيجيب الديب من ذيله وحيشبع الجوعان ) . أنبهر مما جرى من أنبهر وهلل وكبر ومشى البعض وتبختر ولسان حاله يذكر أمريكا لم تعد تصنع المنكر
لكن الحقيقة التي يجب أن تقال وما أوباما ألا كرة البلياردو الأخيرة كي تنتهي هذه اللعبة الحقيرة وما تلك إلا ولادة عسيرة لأمريكا المثيرة .
أما ما بعد هذه اللعبة فأظن أنها لعبة أسوئ وأحقر والعلم عند ربي ولكم جل التحية . ونقطة انتهى
تعليقات
إرسال تعليق