التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تمتمات عردانية (جرعة ألم)

الكل يجيد الحديث ، البعض يتحدث بصوت هادئ والبعض يصرخ والبعض يصمت والبعض يتمتم

 

فمن يتحدث أو يصرخ قد يسمعه البعض فإما يعيرونه اهتماماً أو يقولون كلاماً ، أما من يصمت فقد اكتسب صفة هي في الأصل من صفات الأموات ، لكن من يتمتم فهو يسمع نفسه فقط ممنيها عل تمتماته تتبلور ذات يوم إلى حديث وليس من الضروري أن يكون ذو أهمية بالغة .

 

تمتم العردان تمتماتٍ في أوقات مختلفة ومن ثم رأى أن يسطر تمتماته علها تجد سبيلاً إلى أذان الآخرين وليس من الضروري أن تكون تمتماته ذات أهمية ولكنه يراها كذلك .

 

 

تمتم العردان باحثاً عن كأس ألم في أمةٍ مليئةً بالجروح فوجد محيطاًً من الألم وسيل من العلل لكنه لم يجرؤ على أن يرتشف أي قطره لما لها من طعم لا تدنوا أن تصل حلاوته إلى العلقم ، لم يعلم من أين يبدأ ، في أمة تشرذمت وانقسمت حتى بدت وكأنها من الكائنات التي تتكاثر بالانقسام ، رأت أن في انقسامها حياة لها ولكن تلك الحياة ما فتئت حتى أصبحت موتاً بطيئاً تزداد سرعته كلما تقدم الوقت ، فرأت أن تعود كتلة واحدة بعد أن صارت كائنات مختلفة النوع والمادة والكتلة ، ومازالت تمني نفسها بذلك منذ أمدٍ ليس بقصير دون أن تحاول إزالة القشر التي تشكلت على أجسامها علها تعود من نفس النوع والمادة ، فبدلاً من إزالتها أخذت تتحجر حتى أصبحت كالأحافير ولم يعرف أنها من نفس النوع إلا من قص الأثر .

 

تمتم العردان وشخص ببصره إلى بيت المقدس لما له من مكانة منذ فجر البشرية ، ذاك المكان الذي كان موضع صراع منذ الأزل ما يزال كذلك ، لم يرى العردان تمتمته إلا قطرة في بحر صراخ ومن ثم فإن قطرته لن يفيض بها البحر لكن لابد منها .

 

تمتم العردان ومد بصره إلى أكناف بيت المقدس فوجد جماعة تكالبت عليها الأمم ولكنها لم تضعف من عزيمتها ، فتذكر حصار قريش لنبي الأمة وصحبه في مطلع رسالته ، فتمتم كلمات علها تصل إلى اسماعهم وقال لهم انتم على الدرب فواصلون المضي قدما واصبروا وصابرو عل الله يسخر لكم حشرة يؤيدكم بها ، فقد تخلى عنكم الجميع كما تخلى بنو اسرائيل عن موسى ولكنهم لم يدعوكم لتقاتلوا أنتم وربكم كما فعلوا بل انقلبوا عليكم فلم يضروكم شيئاً ، فإنهم أضعف من أن يرتقوا إلى الدنس الذي قد يبطل صلاتكم ، نعم إنهم شرذمة تفرقت واختلفت لهم خوار يصدرونه ممنين أنفسهم بأنكم ستركعون لهم ، لأنهم لا يعلمون بأنكم قد رأيتم برهان ربكم وصدقتموه فأنتم تسلون كل يومٍ أبنائكم للذبح تصديقاً وإيمانا ، هم لا يعلمون معنى أن تدفنوا بدون كفن فهم لم يتذوقوا حلاوة إيمانكم .

 

نعم أنتم قد أثبتم بأنكم أجدر من على الأرض بالحياة ، نعم قد أباحوا قتلكم وأباحوا نسج خيوطاً عليكم كخيوط العنكبوت وسموها جدراً ، علكم تستأنسون قبل الدخول إليهم فأنتم ممن تحجب عوراتهم عنكم ولا حاجة لكم برؤيتها ، نعم فأعدائكم لم يبلغون الحلم بعد ، فهم طوافون عليهم حتى حينما يضعون ثيابهم من الظهيرة ، أو أن أعدائكم ممن لا تخفى عنهم العورة فقد عقدوا عليهم بعقد شرعي وقد أُحل الزواج بأهل الكتاب من النساء وهم قد راءوا ما لم يره أحد فعندهم العلم ولديهم بصيرة دون غيرهم من المسلمين ، فقد صار النقاب محرماً وقبله الحجاب صار مكروهاً على المرأة ارتدائه وإنهم يرون ما لم يره أحد من المسلمين ورءوا ما رأت الاليزيه وعلى ذلك فل تصغ القوانين .

 

نعم هم يريدون أن يضيقوا عليكم فنعم : ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أضنها لن تفرج

 

تمتم العردان مستهزئاً بمساندتهم لكم في حربكم وسلمكم ألم تروا في الحرب كيف ساندوكم لقد شهدت نصركم وقد شهدتٌ عهرهم ، فلم أجد سوى الألم من فعلهم ، أأمة مقتت الدناءة والعهر تنتصر بما تمقت وتحرم ، فقد ساندوكم في حربكم بالمغنيات والراقصات ، وتلفتوا باحثاً عن الشيخ الذي يدعوكم للثبات ويدعوا إلى مناصرتكم وتمتمتوا لهم علهم يسمعون :

 

نصرٌ قريب إذا لكم أو تعلمون وكيف لا نادت به غانياتكم فستنصرون

ماذا جرى يا سيدي ؟؟ شيء عجيب

قد أصبح الشيخ الجليل وجه جميل

ولقد كسا من جسمه شيء قليل

وصاح فينا منادياً هيا انهضوا فبجسمكم عضوا عليل

لكنه لم يذكر الله ولم يسق أي دليل

ولقد رأيت بوجهه نمصٌ وبوجهه رمش كحيل

النصر آت وكيف لا وشيخنا لم يحفظ القران أو بالأصح لا يعرف الترتيل

 

كانت تلك التمتمة التي تمتم بها العردان تحديداً في تاريخ 28/12/2008م والحرب على غزة في أوجها فأودعها مفكرة جواله ، وقد رأى ما كان يحدث ، فرغم الحرب ورغم كل التضييق لم يضعف فعلهم عزائم تلك الأسود ورأى ذلك المشهد اليومي الذي يتكرر دون انقطاع فتمتم بما يلي وتحديداً في تاريخ 27/12/2008م

 

وفي الفجر شعشع ضوء القصيدة طفل يكفكف دماء وريده

وحشد يلف بقايا شهيده

وشاب ملثم يتلوا وعيده

وفي كل وكر هناك اسود

عن الأرض تحكي وعنها تذود

وأم تودع فتاها شهيد كأني أراها في يوم عيد

وأخرى تزغرد لديها وليد

 

لم يستطع العردان الاستمرار في التمتمة فقد ذاق جرعةً من ذاك البحر فخر مغشياً عليه ، وليس أكيداً أن ذلك البحر مراً عند كل الشاربين ، وليس أكيداً بأنهم يتنفسون .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة - لك الحمد يالله كم شدني وجد

 لك الحمد يا الله كم شدني وجد ُ لحمدك إجلالا لك الشكر والحمد ُ لك الحمد إن القرب منك وسيلة إليك وأما البعد ياسيدي بعد ُ لك الحمد والأغصان مالت وسبحت وفاحت بأنسام الرضى هذه الورد لك الحمد والأنسام بالحمد كم غدت وبشرى رياح الخير بالشكر كم تغدو لك الحمد والاشجان في دمع خدها دموع جرى من خد دمعتها خد  لك الحمد حمداً يسلب الحر حره  ويمسي بلا برد هنا ذلك البرد  لك الحمد حمدا يسلب المر مره ويغدو عناء الجهد ليس له جهد  أقل قليل الحمد في أن وهبتنا  عقولا وما للناس من حملها بد  وعلمتنا من فيض علمك ما به  عرفناك أنت الله الواحد الفرد  ونورتنا من نور نورك ما به  دنا منك عبد حظه أنه عبد  وتهتز بالتسبيح روحي كأنما  بها قد اضاء البرق وانفجر الرعد  على انه لن تبلغ الحمد أحرفي  فكيف بحمد ليس في حصره حد  وكيف بحمد لو جمعنا بحارنا  واشجارنا في عده يعجز العد  ويبدو لنا في ذكرك الحب والرضى  ادم سيدي هذا الشعور الذي يبدو  سمعت القصيدة في محاضرات الشيخ محمد المقرمي، عند البحث وجدت من ينسبها للشاعر فهمي المشولي. ...

قد مالت عمامتك يا أبا جوشن.

  قد مالت عمامتك يا أبا جوشن. كان أبو الخطار الكلبي ذو الأصول اليمنية و الياً  على الأندلس و عرف عنه  العدل و الإنصاف و اجتمعت كلمة المسلمين تحت رايته، حتى جاء إليه رجلان يختصمان أحدهما قيسي و الأخر من اليمانية و قيل بأن القيسي قد كان أبلغ حجة من اليمني و رغم ذاك إلا ان أبي الخطار غلبته عصبيته و حكم لليمني . فما كان من القيسي إلا أن توجه إلى زعيم القيسية الصميل ابن حاتم (ابو جوشن) ليشتكي له ما حل به، فذهب الصميل إلى ابو الخطار فأهانه وضربه حتى مالت عمامته، فرآه أحد الناس وقال:  " قد مالت عمامتك يا أبا جوشن" فرد عليه: "إن كان لي قومٌ فسيقوّمونها" . وقد حدث حيث إستقطب ابو الجوشن بعض الشخصيات اليمنية إلى صف القبائل القيسية و وقعت معركة وادي لكة عام ١٢٧هـ والتي أسفرت عن إنتصار الصميل بن حاتم وحلفائه اليمنيين. الصورة للفنان غسان مسعود بدور الصميل في مسلسل صقر قريش.

حالة (الحكمة اليمانية) ليومنا هذا !

حالة (الحكمة اليمانية ) ليومنا هذا :  الاجواء غائمة على بعض الاجزاء الشمالية ومريم كل شوية وجزعة تشطف وغائم على الاجزاء الجنوبية والرادار غير قادر على تقديم قراءة دقيقة  بالمجمل , فاللي زعلان على البكري <------ على اساس اقيل من جنة عدن مش من محافظة عدن المدمرة والخارجة من الحرب و ذات الانفلات الامني . واللي عنده غثيان لان عبدربه جزع الممخط رياض ياسين معه الوليمه وسيب ابن (الدبلوماسية اليمنية ) مع انه داهن بسليط نارجي وما شط على شق . واللي يحتفل بسوناتا القمر وتسامح الاصلاح اللي من ربع قرن رآنا سعداء مع عغاش فغض النظر . والقائمة تطول والخلاصة : نحن نعيش في النعيم ونحن والقمر جيران ، والحكومة والرئاسة حاضرين عزومة مدري عرس حق الجيران و ما فيش شي الا انه بتعز كم نفر مات بسبب حمى الضنك وكم نفر مات من السفاط حق الحوثيين . ومدري كام دولة من اسابيع في مارب اجئوا بموكب عشان يروحوا العروسة ، و البلاد في رخاء والشعب كل يوم زامل و عامل ريجيم وما يأكلش غير خيارات استراتيجية .  واهدي تحياتي وسلامي الى اي شخص وحرمه بمناسبة ارتزاقهما هذا النكد و جعلها اخر...