لم أكن يوماً أدرك وأنا أتعلق به بأنني يوماً سأكتشف كم كنت ساذج ، كنت واثقاً ولم أشكك يوماً في خيانته و حقيقة ما يقوله لنا ، كنت متعلقاً به كما كنت أحب سماع أحاديثه وقصصه وعباراته وكذا أبطاله وشخصياته ، أجل فقد كنت أحبه . كم هو قاسٍ ذلك الشعور ، عندما تصدم بمن تحب ..! لكن الأقسى هو أن لا تجد مواساة من أحد . وخاصة عندما يكون محبوبك ليس له بديل ، وما حتلاقيش بكره (سيد سيده) . حينها ما عليك سوى أن تكتئب وتفكر في الانتحار ، أو تقفل عليك باب الغرفة وتضل وحيداً مكتئباً إلى أن يشاء الله . نعم أعترف بأني كنت قاسٍ معه بعض الشيء . أنا لم أهدي إليه يوماً قصيدة من قصائد الحب . ولم أرسل إليه باقة ورد . ولم أتصل وأسمعه كاظم الساهر وهو يغني إحدى قصائد نزار قباني . لكن كنت أحب اقتفاء أثاره ، ونقل أخباره . لقد كنت أحبه حبا وما بين حباً وحباً أحبه حبا لكن كم هو مؤثر ومحزن أن يموت من تحب ، وأنت لم تكلف نفسك عناء البكاء عليه أو رثيه بقصيدة غير عصماء لتخلد ذكره بها . كان من المفترض أن أفعل ذلك منذ وفاته ولكن لم يحن الوقت بعد ، فأنا منذ أن أحببته فقد أحببته لأنه ميت . أجل نحن نحب...
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .