يا نديمي اسقني الماء زلال غطني من برد ما قبل النهار واحجب الشمس عني ولنغنى للجمال
هكذا بدءا الهاجس يراود ذلك المسكين كتب بضعة أسطر ضاناً منه أنه أديب لم يخبره أحداً بذلك ولم يعتقد أيضاً هو بذلك لكنه كتب ما جال بباله . ومن ثم بدءا يحدث نفسه أين يمكن أن تداري سوئتك (يقصد تلك الأسطر) إنه يخاف من أن يقراءها أين كان لم يكتب لأحد ولم يمتهن الكتابه لا يحب أن يطلع على ما كتب أحد ولا أحد يبالي بما كتب ولكن ربما تأتي الصدف على متطفلٍ
ثم يسأل نفسه : لكن وإن قراءها أحدهم ماذا سوف يحصل ؟ ربما سيضحك قليلاً ولكن ما ادراه اننا من كتب ذلك هذا مجرد اقتطاف وقليل من التشويه يفكر ملياً ثم يتخذ قراراً بتمزيق تلك الورقة ويراود نفسه قليلا على عدم فعل ذلك إنه مشوش البال وكأنه اقترف ذنباً طائل الكبر في الأخير يقرر الأحتفاظ بما كتب حتى حين يضع تلك الورقة بين مجموعة الأوراق التي معه
ماذا تحوي ياترى تلك الأوراق ولما يحتفظ بها ؟ إن شكلها يوحي بأنها ليست ذات أهمية وماذا يمكن أن تحوي مجموعة أوراق مع هذا الرجل إن شكله يدعوا أحدهم إلى الدعاء الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به غيرنا
قد ربما يضن البعض أنه مبتلى ببعض العاهات ! إطلاقاً فجسده سليماً من العاهات لكن منظره القبيح وشكله الرث يعتبر عاهة بحد ذاته يعتبر البعض أن ذلك كلام يمكن أن يصدر من أحداً ربما يكرهه أو ما شابه لا ! فذلك التعبير يصدر من صديقنا ذاته
يوماً ما حاول أحدهم أن يسخر منه قائلاً له : ربما فلاناً وفلاناً وفلاناً ويعتبرون من المقربون إليه يحتقروك فأجاب أعلم فقال له إنهم لا يحترموك وأضاف بضع من الكلمات الجارحه وكرر وأوضح فأجاب أعلم فقال له كيف تفسر ذلك وما ردك فأجاب في الحقيقه أنا أؤدي دوري في الحياة فالطحالب تؤدي دورها والبكتيريا تؤدي دورها أيضاً فأنا لا أعلم لماذا لا يعترف الأخرون بمكانتهم ويؤدون أدوارهم فماذا لو توقفت الفيروسات عن أداء عملها أو البكثيريا أو غيرها من المخلوقات بصراحه سوف يختل النظام
لم يكن صديقنا مؤمننا بأنه يؤدي دوره باقتدار ولكنه مقتنع بأن الطحالب والبكتيريا وغيرها من المخلوقات الدقيقه والتي لا ترى بالعين المجرده تفعل ذلك . أجابة صديقنا جعلته مرتاح البال ولكن السائل لم ينل مراده
ويوضح قائلاً أن أكون قبيحاً فهذا ليس بيدي فما الاختلاف بيني وبين من هو وسيم هكذا وجدنا وهكذا يجب أن نكون وعلينا الامتثال والرضا ففي ذلك نكون قد آمنا .
ولنعد إلى ما تحويه تلك الأوراق قليل من الخربشات ، بعض ما قرائه خفية وحاول فهمه ، بعض المشاريع التي يحلم في إنجازها ، لا بأس بما تحويه فأضن أنها تحوي شيئ من علم مهما كان قدره .
ها قد مر على الورقة الموضوعة بين تلك الأوراق يوماً أو بعض يوم وها هو صديقنا يقلب تلك الورقة متسائلاً ماهذا الكلام السخيف وماذا إن قرائه أحدهم يسأل نفسه : كيف كنتي ترين ذلك الكلام جميلاً ؟ ثم يقرءا ويعلق يا نديمي أأنت في حانة اسقني الماء زلال هذا الوصف ينطبق على أحداً يشرب الخمر لا الماء غطني من برد ما قبل النهار واحجب الشمس عني ولنغني للجمال لا أعلم ما دخل ذلك في ذلك والندامة عادة تطلق على النديم في الشرب فما دخل الشمس والتغطيه ثم ألم يطلب ماء فما الذي أسكره أيسكر من الماء ؟ وكيف يحجب الشمس عنه ثم أي جمال يغني عنه وما دخله بالجمال أصلاً وعن أي جمال يتحدث فماذا إن فعل سوف تحدث الكارثه إن صوته أقبح من صورته بكثير يخاف منه من يحدثه على الهاتف يحدث نفسه قائلاً إني أُشكل كوكتيل من الصفات القبيحة لكني أعتبر ذلك منحة ربانيه الحمد لله على كل حال من ثم يمزق تلك الورقة ويرمي بها متساخفاً بما كتب بالأمس ..........
.....
... .http://www.alsakher.com/showthread.php?t=142634
تعليقات
إرسال تعليق