اليوم هو الثامن عشر من مارس .. هل تتذكرون هذا التاريخ لا اعلم ! هل تسمعون عن بلد اسمه اليمن؟ ربما لكن نحن لا يفارق هذا التاريخ ذاكرتنا فقد خلدته الأرواح ... لم و لن تستطع الأحرف أن تصفه ولا التاريخ أن يسجله هي وحدها الدماء التي سالت كفيلة بأن تخبر عنه . سأكتب اليوم كغير عادتي عن شيء يخصني وربما لا يخصكم ما تعودت أن افرد أو أُميز مكان عن أخر في وطني الواسع سأكتب اليوم عن مسقط رأسي لن أكتب عن ثورته وعن معانيها وعن جدواها وعن ما حققت . لن اكتب اليوم عن الشهداء فلا أساوي لهم حذاء لن ارثيهم نحن من يجب أن نرثى وليس هم . هم انقياء صادقين بذلوا الأرواح راضين غير مكرهين في أوج النار وفي كثافة الموت كانوا يرتقون بشجاعة يسقط من سبقهم أمام اعينهم فلا يحرك فيهم ذلك إلا عزيمة للمجابهة منهم من هو في عمر الورد ومنهم من هو في مقتبل العمر ومنهم من تقدم به السن تجمعهم صلاتهم وصدقهم وحبهم بالتضحية .. الأرصفة والشوارع كانت موضعاً لجباههم التي خضعت لبارئها . ان اولئك الصفوة من ابناء بلدي قد علموا العالم التضحية , واجهوا الموت بصدور عارية بعزيمة فولاذية ؛ جعلت القناص...
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .