وانا امارس حياتي اليومية كثيراً ما ينهمر سيل من التزمت واللا رضى على مسامعي عن الثورة الشبابية الشعبية ، من اطراف عدة ومواطنين بعضهم مسيس و البعض لا يتبع اي جهة سياسية ، ولكن جامعهم هو ربطهم ما وصلت اليه الاوضاع في البلاد وان ما يحدث ليس سوى نتائج الثورة . غالباً لا اجادل في هذا الموضوع ، ليس لأني مقتنع به ، ولكن من باب ان الثورة ليست مقدسة كي ندافع عنها في كل صغيرة وكبيرة ، فهي فعل جماعي قام به اناس ومن ابرز اسباب توافقهم ، تحسين الوضع المعيشي للمواطن و محاربة الفساد بكل صوره واشكاله وغيرها من الاسباب .
في الحقيقة الثورة لم تكتمل ولم تصل لاهدافها بعد ، فما حدث من تسوية سياسية وان رآه البعض بانه فعل ثوري ، لم يكن له علاقة بالثورة الشبابية الا من جهة واحدة انه جاء لانهائها .. ليس تشكيكا بمن قاموا به انما كان المخرج الوحيد ليضمن للسياسيين بقاء الاوضاع تحت سيطرتهم . وكي اكون منصفاً فقد حاول البعض ايجاد حلول ولكن البعض الآخر لم يكن على قدر المسئولية .
حينما نتحدث عن المسئول الأول لأي تدهور فهو بالتأكيد من بيده مقاليد الحكم ، من رئيس وحكومة واحزاب سياسية ،ولنكن منصفين الثوار ايضاً يتحملون جزء من المسئولية اما المبررات التي يطلقها البعض ، لا اراها مقبولة او مقنعة .
الحكومة تقول ان فشلها بسبب النظام السابق ، ذلك هو اقبح عذر يمكن ان يردده مسئول ما ، وكأن ما حدث لم يكن في الحسبان او كأننا عندما قمنا بالثورة كنا مخطئين او سفهاء ، الم يسمع القاصي والداني صوت الثورة الذي صدح في وجه النظام السابق محملاً اياه وضع البلاد في حينه ، ولكن السياسيين أبوا الا ان يكون هذا النظام شريكاً وحليفاً معهم ، اذاً ما دمتم قد اصريتم على عدم ازالة العقبات فلماذا لا تجدوا حلولاً اخرى ؟
أم توقعتم ان يرحب بكم المجرمين والفاسدين بان يزرعوا في طريقكم الورد !
ألم توهمونا بأنكم حكومة ثورة !
ولنفرض بأنكم عجزتم عن اداء مهامكم وهذا ما حدث ، فيفترض أن لا تقدموا لنا المبررات بل يجب أن نراكم تسلمون المسئوليات لمن هو اقدر .. اما ان تظلوا تماطلوا وتسوفوا فهذا والله لهو المصاب الاكبر لهذا الوطن .
من يتحدث بأن مهام الحكومة والمسئولين هو انجاز مهمة فقط ، فلا ادري كيف يستوعب ذلك ، تظل مهمات اي حكومة مثلها مثل مهمات اي حكومة في اي بلد محترم بحيث تقوم بواجبها الاساسي تجاه مواطنيها ، اما اي مهام أخرى قد تقوم بها فهي مهام ثانوية قد تنجح او تفشل ، وان اي المقياس الحقيقي للنجاح او الفشل هو القيام بالمهام الاساسية .
مبرر اخر يردده البعض (الوقت) او المدة الماضية ، يرى البعض بان فترة العامين مده قصيرة ويقارنها بالمدة التي قضاها النظام السابق في الحكم ، مارائيكم اذا ان ننتظر نفس المدة ؟
هناك مثل شعبي يقول (المليح تعرف بادرامه)
ثم اسألهم عن عهد الحمدي الذي يتغنى به الكثيرين ؟ هل من الممكن مقارنة انجازات تلك الفترة باالانجازات الحالية ؟ رغم ان الفترات الزمنية تكاد تكون متساوية .
انهي حديثي هذا وادعوكم لان تقوموا الى وطنكم يرحمني ويرحمكم الله .
تعليقات
إرسال تعليق