في مساء استثنائي جداً ، وبدون سابق انذار ، تفاجأت بي جالساً القرفصاء ، بعد ان انتهيت من يوم شاق كبقية الايام التي تمر علي . ففي العادة لا تزورني هذه المواقف الا فيما ندر فالوقت عندي كالسائق العربي ان لم تتحاشاه دهسك ، فأنا وبكل فخر كما يصفني دائماً مديري في الشركة الذي كان حريصاً في عدم جرح مشاعري ، وانا ممتن له على ذلك، فقد استبدل مصطلح (حمار) بـ (ثور) في الجملة التي اخبرني بها قائلاً (انا لا انكر بانك ثور شغل ، والجهود التي تبذلها في انجاز العمل محل تقدير ، ولكن كما تعلم فالوضع لا يحتمل ان اصرف لك مكافأة، او ان اصرف لك جميع مستحقاتك للأشهر السابقة دون خصم ،ولكن كن مطمئن عندما تتحسن الاوضاع سأعوضك ) هذه الجملة يرددها المدير منذ ثمانية اعوام تقريباً دون ملل ، وطيلة السنوات الماضية لم تتحسن الاوضاع ولم تتغير؛ باستثناء ان المدير قد اصبح مالك الشركة وان مقدار الخصم يتزايد بمرور الاعوام . ما يدور في خلد احدكم أيها الاعزاء سؤال فحواه كيف اني لم اترك هذا العمل ؟ رغم انه تمر علي من ثلاثة الى ستة اشهر بدون ان اتشرف بمقابلة راتبي باستثناء بعض السلف الصغيرة في اوقات...
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .