ظهور اعظم شخصيات المستقبل

 

في مساء استثنائي جداً ، وبدون سابق انذار ، تفاجأت بي جالساً القرفصاء ، بعد ان انتهيت من يوم شاق كبقية الايام التي تمر علي .

ففي العادة لا تزورني هذه المواقف الا فيما ندر فالوقت عندي كالسائق العربي ان لم تتحاشاه دهسك ، فأنا وبكل فخر كما يصفني دائماً مديري في الشركة الذي كان حريصاً في عدم جرح مشاعري ، وانا ممتن له على ذلك، فقد استبدل مصطلح (حمار) بـ (ثور) في الجملة التي اخبرني بها قائلاً (انا لا انكر بانك ثور شغل ، والجهود التي تبذلها في انجاز العمل محل تقدير ، ولكن كما تعلم فالوضع لا يحتمل ان اصرف لك مكافأة، او ان اصرف لك جميع مستحقاتك للأشهر السابقة دون خصم ،ولكن كن مطمئن عندما تتحسن الاوضاع سأعوضك ) هذه الجملة يرددها المدير منذ ثمانية اعوام تقريباً دون ملل ، وطيلة السنوات الماضية لم تتحسن الاوضاع ولم تتغير؛ باستثناء ان المدير قد اصبح مالك الشركة وان مقدار الخصم يتزايد بمرور الاعوام .

ما يدور في خلد احدكم أيها الاعزاء سؤال فحواه كيف اني لم اترك هذا العمل ؟ رغم انه تمر علي من ثلاثة الى ستة اشهر بدون ان اتشرف بمقابلة راتبي باستثناء بعض السلف الصغيرة في اوقات متباعدة ، لا يا أعزاءي انا لست ذلك الشيطان الاخرس الساكت عن الحق ، فأنا في كل عام اهدد بترك العمل واحياناً ابدئ بالتنفيذ ولكن في كل مرة ايضاً اتلقى وعود بعدم تكرار ما مضى وان هذا العام سيكون مختلف ومن ثم تطرح علي بعض الاسئلة مثل :

هل وجدت عمل اخر افضل من هذا ؟

ويضيف ان كنت كذلك فانا سعيد جداً ولكن ان تترك العمل الى دون عمل فانا لا ارضى لك بذلك .

يوماً ما رافقني احد الاصدقاء الى مفاوضاتي مع المدير ووقف مندهشاً من انني افكر بأن اترك هذا الملاك الطاهر .
في الحقيقة لقد مللت من تكرار هذه اللعبة وبالتالي فقد اصبحت تلعب من طرف واحد اما انا فقد اصبحت امارس الصمت الذي اجيده بكل اقتدار وسرعان ما انسى كل شيء خاصة وان المدير يتبادل معي بعض النكات من وقت لآخر حتى انني اصبحت احفظها صماً ولكن علي ان ابتسم دائماً عند سماعها .


مع استمراري بالروتين السابق ، قررت ان اقوم بأعمال اضافية لتحسين وضعي وتعينني على الحياة في غياب اوقات الذروة من العمل ، وهذه المرة وبواسطة احد الاصدقاء اتفقت مع شركة للدعاية وتصميم المواقع بالعمل معهم عن بعد ، حيث انهم في حال توفرت لديهم اعمال سيكلفونني بالقيام بها بمقابل معين ، وفي اول لقاء لي معهم وجدت نفسي اخبرهم بأن المال لا يهمني فهذا العمل سيتيح لي ان اطور مهاراتي البرمجية وكل ما الى هنالك من الهراء .


اوه يا اللهي
انا اعتذر بشدة با سهابي في الحديث عن الاشياء غير المهمة ، لذا لن اكمل هذا الحديث الممل عن عظمة انجازاتي في الحياة العملية .

ها انا ذا اصرح ولأول مرة على الملء بأني لا احب المال ولا اهتم في ان اكسب اكثر مما يبقيني على قيد الحياة رغم افتقاري للكثير من الاحتياجات الضرورية التي تصبح غير ضرورية بمجرد عجزي عن اقتنائها .


عموماً ما سبق ليس محض صدفة فانا رجل ذو خيال وطموح وانظر للأمور من ناحية أخرى ، فكثر اخفاقاتي ومعاناتي لم تستطع ان تحقق ما تتمناه ، بأن تجعلني استوعب حقيقة كوني شخص فاشل ؛ بل بالعكس فقد بدأت اتوهم في بعض الاحيان باني شخص استثنائي وربما اصبح عظيم جداً ، خاصة مع حبي للشعر والقصص والروايات والادب بمجالاته المختلفة .


وبذا وفي طريق المجد المرسوم لي فأنا قد بدأت مشواري الادبي بالكتابة والشعر منذ مدة ، ولكن مع الاسف ومع اشفاقي على هذا المجتمع الجاهل لم اجد قارئاً جيداً او مثقفاً واعياً ، فهم يتجاهلون كل كتاباتي وكأنها لم تكن .


ربما يتوقع البعض او الكل بأن هذا التجاهل بسبب رداءة ما اكتب ، لذا فانا احب ان اوضح لهذا البعض والكل والجزء ولكل سكان المجرة على حد سواء ، قبل ان يقع الفأس في الرأس و يقتنعون بهذا الرأي الغير موفق اطلاقاً .

فانا لدي دليل واضح وبين وملموس ومقنع في نفس الوقت ، يلخصه هذا الاستنتاج !
(لو كانت كتاباتي بهذا السوء يا سادة لوجدت من يتقيأ منها او يتحدث عن سوؤها او ان يشتم كاتبها ، او يصرح بأنه لن يعود للقراءة مجددا ، او لم نسمع بعد بأن هناك من انتحر بعد قراءتها باستثناء العشرات المشكوك في اسباب انتحارهم )

اذاً وفي غياب ما سبق فكتاباتي عظيمة ، وعظيمة جداً وهي التي ستفتح لي طريق المجد للوصول الى مناي بأن اثبت احقيتي في انني الحاكم الشرعي للمجرة ، وهذه الحقيقة قد صار مسلم في صحتها ولا يشكك بها الا جاحد .

ومع كل هذه الحقائق التي سردتها وغيرها التي سأظهرها في الزمان والمكان المناسبين ، ارجوا من الجميع ان لا يتسرع في اظهار مقدار الاعجاب والتقدير تجاه شخصي الكريم ، كوني ومع كل ما املك من المجد انسان متواضع بكل ما يمكن ان تمثله كلمة تواضع من معنى واكثر بكثير من خدمة وتوفير .

وعلى ضوء ما سلف وكذا في طريقي الى المجد ولكي يكتمل المشهد ، ويتطابق مع ما ترويه القصص والروايات والاساطير عن العظماء ، حتى وان كانوا اقل مني منزلة ، فلابد ان يتوفر الجانب العاطفي لشخصيتي المبجلة والموقرة ، والتي تستحق كل صفات المدح والثناء .

لذا
و في مساء استثنائي جداً ، وبدون سابق انذار ، تفاجأت بي واقفاً بشموخ انظر الى السماء المطرزة بالنجوم وهي حاضنة للقمر المكتمل الدوران ، ولكوني قد اتفقت مع نفسي سابقاً بأن انسى كل جوانب القبح التي احملها ، واقتنع باني الاوسم على الاطلاق وهنا ولتأكيد هذه الحقيقة التي لا ينكرها الى جاحد ، يجب ان تتوفر الرومانسية (التي تروى في قصص الحب ) والاعجاب بشخصي الوسيم والعظيم في ذات الوقت .


وعند تدقيقي في ما مضى من حياتي المباركة ، اكتشفت بأنني لم اصادف أي قصة حب او بالأصح تكاد تخلو حياتي من النساء بشكل كامل ، وهذا ما لا اقبله فمن هنا قد يتسلل شيء من التشكيك في مقدار عظمتي التي منحني اياها المولى عز وجل دون سائر الجنس البشري .


فمن الغد سأحاول ان اتحقق من النظرات التي اتلقاها من الفتيات والتي كنت اظن بانها نظرات اشمئزاز ، فربما تكون النظرة الاولى للحب ، لكن كل ما اخشاه هو كمية الازعاج والتحرش التي ستصلني من الجميلات في كل انحاء العالم ، فانا اتوقع ان اجد غداً عدد 50 رسالة من كاترينا فقط وكلها محاولات تغزل في وجهي المدور الذي يشبه اطار السيارة التي تقتنيها ، بدوري انا سأبذل قصار جهدي في تجاهل كل الوسائل التي ستستخدمها الجميلات في محاولة الاستحواذ على قلبي ، وذلك كي لا يعيق هذا الجانب ارتقائي سلم المجد .



ايتها البشرية ، ارتدي ثوب السعادة
ايها البشر لا خوف بعد اليوم
ايتها الرومانسية ستعيدين التعرف على نفسك
ايتها الجميلات رفقاً بأنفسكن
ايها الادباء حان الوقت لتتركوا الاقلام لمن يجيد العزف عليها
ايها العرب رحبوا بالزعيم الذي سيقودكم الى المستقبل
يا سكان درب التبانة لا تستعجلوا في الخروج الى اسطح الكواكب منادين بإعلاني الحاكم الشرعي للمجرة ، الا ان كنتم مصرين على ذلك .


تك .. تك

ربما انتهى

AB

http://www.alsakher.com/showthread.php?t=165499