هنالك أرواح تغرد كالعصافير، تحلق بلا أجنحة، وفي أحلك الظروف تبتسم، تتقاسم معك همك، وتقاسمك رغيف الخبز، ومن صفاتها ، أنها لا تحب المرايا؛ فالمرايا تظهر الجسد، والجسد كتلة ، والكتلة ذات وزن، والوزن عندهم غير ذي أهمية، إنهم أرواح طاهرة ونقية ومقدسة ولا تثقل كاهل أحد حتى وهم ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ، ﻳﺒﺘﺴﻤﻮﻥ، ﻭﻋﻨﺪ ﻭﻻﺩﺗﻬﻢ ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ، ﻧﺸﻌﺮ ﺑأﻧﻬﻢ ﻻﻳﺒﻜﻮﻥ، ﺑﻞ ﻳﻌﺰﻓﻮﻥ ﺳﻴﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .. ﻳﻀﻴﺌﻮﻥ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺑﻮﺟﻮﺩﻫﻢ ، ﻻ ﻳﺒﺘﺬﻟﻮﻥ، بل ﻳﺤﺒﻮﻥ ﺑﺼﺪﻕ ﻭﺣﻨﺎﻥ، ﻻ ﻛﺤﺐ ﺣﺒﻴﺐ ﻟﺤﺒﻴﺐ ﺑﻞ ﻛﺤﺐ أﻡ ﻟﻮﻟﺪﻫﺎ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﺳﺘﻌﺮﻑ ﻛﻢ أﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ رائعة ، ﺑﺴﻴﻄﺔ ، و ﻣﻤﺘﻌﺔ ، ﻓﻌﺸﻬﺎ ﻣﻌﻬﻢ ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻔﻌﻞ ﻓأﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﻌﺶ ، ﺑﻞ ﺟﺎﺭﻳﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺻﻼﺣﻴﺘﻚ ، ﻛﻌﻠﺒﺔ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﻦ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ ..
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .