كلام فارغ
تحدي ٢٠١٨ الحظ وسيلة للعبور الى المستقبل
يطرح البعض هدفاً لتحقيقه خلال فترة زمنية، وغالباً ما تتسم تلك الأهداف بالصعوبة، وكذلك فعلت.
لقد رسمت هدفي بدقة متناهية و سعيت بكل ما اوتيت من قوة لتحقيقه، والحمد لله اليوم انا سعيد بهذا الانجاز التاريخي.
إن كان الفضول يدفعكم الى التساؤل عن ماهية هذا الهدف، وبالطبع سأتحدث عنه ولكن قبل ذلك دعوني احدثكم قليلاً عن الحظ الذي امتلكه.
لو أن طيراً صغيراً حلق في سماء مدينة مزدحمة بالمارة المرتدين لبزاتهم الرسمية وقام ذلك الطائر الصغير بالقاء فضلاته، وكان احتمال أن تقع على شخص من بين مليون شخص يمرون، لكنت أنا ذلك الشخص، مع وجود بعض الاستثنائات التي تصبح غريبة والنادر لا حكم له، تلك منّة منّها الله علي احمده تعالى على قضائه وقدره.
في الحقيقة حكايتي مع تحدي ٢٠١٨ بدأت تقريباً في شهر ١٢ من العام المنصرم حين عزمت الى التوجه الى المصرف واختياري لهذا المصرف يعود لعدة سنوات ولاعتبارات لا يتسع المجال لذكرها؛ ولذا فانا اعتبر عميلاً والدليل ان لدي حسابات فيه تساوي او تزيد على اصابع اليد، حتى وإن كانت فارغة فلا ذنب لي فذلك اقتراح الموظفين ولكي اثبت باني عميل جدير بالثقة فانا اوافق على فتح حساب كلما اقترحه احدهم في فرع ما وبالعملة المقترحة، ولكن معاناتي بدأت عندما غيرت رقم هاتفي، اصبحت اتخلى عن جوالي القديم ولا استخدمه الا في النادر وكما تعلمون فالنادر لا حكم له.
سرت في شهر ديسمبر الى أحد الفروع بخطاً تملؤها الثقة والتفاؤل وطلبت وأنا العميل الجدير بالثقة او هكذا اعتقدت، أن يتم تغيير رقم الجوال في حسابي وكان أن تمت تلبية رغبتي بكل سرور، انهمكت بالتوقيع على الاوراق المطلوبة ودفعت الرسوم وانتظمت في الطابور، ورغم الزحام إلا أن البسمة لم تغادر محياي و من الأذن الى الأذن، حين حان دوري سلمت الأوراق فتناولتها الموظفة بكل مسئولية ووقار وبابتسامة عريضة (او هكذا اعتقدت )، مر وقت ليس بالقصير، ثم أبدت إعجابها بالرقم لا بصاحبه واستائت من إجحافي بحق المسكين وكيف اتخلى عنه، لكنّي كنت حازماً ولا رجعة في ما قررت، يجب أن يتم تغيير الرقم، عادت المسكينة لفرقعة اصابعها على لوحة المفاتيح، وتلك حركة اشتهر بها أحد الاصدقاء قديماً،وبعد وقت ليس بالقصير، استنتجت (انا) : يبدو أن حائلاً حال دون إتمام طلبي المتواضع وكان علي الإنتظار، ثم حولت الى موظفة أخرى، نظرت إليها سريعاً وإلى السابقة لإجراء مقارنة سريعة، ثم استنتجت: هذه ستغيره هذه الاسمن هذه أقوى لقد اخطأت بتقديم طلبي الى الموظفة السابقة، ومن ثم انتظرت انتظار الشخص المليء بالثقة، وبعد صراع مع الجهاز طلب مني المغادرة، يبدو أن العملية قد تمت بنجاح.
انتظرت اليوم الأول لم يصلني أي اشعار ومن ثم الاسبوع الأول والشهر الأول ومرت الأشهر دون جدوى، وكلما زرت المصرف يكون الزحام شديد وأنا في عجلة من أمري ثم في فرع أخر كنت قد حولت بعض حساباتي إليه تقدمت بطلب أخر، ولكن الموظف أخبرني بان لدي طلب مسبق وما زال معلقاً ومن ثم سردت له حكايتي، فطمأنني وقال بانه سيقدم طلبي الى المدير للموافقة عليه، ومن ثم انتظرت اليوم الأول والاسبوع الأول والشهر الأول ومازال طلبي معلقاً.
عدت قبل أيام وكلي إصرار ورأسي مشتعل بالنار، وقد فاض بي الحد والمكيال وانا أعد الأيام والليال وادعو الى الله بابتهال بأن أنال على ما أرجو، ومن ثم انتظمت في الطابور انتظار العبد المأمور، والجندي المحارب على الثغور، وبعد ان اتممت بعض المعاملات، قلت هذا حق لا داعي للمجاملات، فطلبت الطلب العسير الغير قابل للتنفيذ أو التفسير، فطلبت مني البطاقة ، ثم الجواز ، ثم شهادة الميلاد،ثم توقيع عاقل الحارة، ثم ختم من اقرب قسم،ثم شهادة الوفاة، ثم كشف تشبيه، ثم اثنين شهود،ومن ثم وفي حركة خاطفة و بلا تبرير طلبت الموظفة من زميلتها التغيير .
حولت الى موظفة أخرى، و قامت بتحويلي هي الأخرى،وهكذا اصبحت الأمور تترا، إلى ان وصلت الى الموظف الأخير، وكان لحسن الحظ متدرب مستجد لا بالطويل ولا بالقصير، وصل غضبي الى أقصاه ولكن كتمته و تذكرت قول الشاعر الكبير ( وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا).
مرت ساعة منذ أن وصلت فتارة يعلق الجهاز ، وتارة لا يملك صلاحية وأخرى تعلق الطابعة ثم تنفذ الأوراق وأخرى يؤشر الحبر،وبعد أن استنفذ كل المشاكل الممكن او الغير ممكن حدوثها، استلمت النموذج وقعت على الأول والثاني والثالث ، ثم كررت العملية مرة أخرى وأخرى وأخرى و أنا اوقع دون أن اقرأ، ومن ثم حولت أوراقي الى مفتي الدير ، قلت هانت لم يتبقى الا الأمر اليسير، ذهب وأنا اراقب حركة الماوس نظر الى الشاشه ضغط على انتر عمل تحديث فتح قائمة ابدأ شغل سويتر العنكبوت، التفت انا الى التلفون لحظة لأجده قد عاد، وبطني تقرقر من الجوع سألت الموظف: ها تمت العملية رد خلاص روح ؟
عدت ولحسن الحظ كمل رصيد التلفون، وبكل ثقة ضغطت على تطبيق البنك ادخل البيانات وكلمة السر اضغط موافق، طلعت رسالة عزيزي العميل بياناتك غير معتمدة يرجى مراجعة أقرب فرع.
وقبل أن انام سألت نفسي ذات السؤال مالذي سأفعله بالغد ؟
ومن ثم رددت ما أفعله كل يوم سوف اذهب الى البنك لتغيير رقم الجوال.
اليوم وصلت شاهراً غضبي ومن الباب صرخت، تغيير الجوال لا ايقاف الحسابات طلبت، ومن ثم هدأت بعد ان قدمت لي بعض الأوراق لأوقعها، وقعت الأولى والثانية والثالثة، وعندما بلغت الساعة الواحدة كنت قد اتممت الاجراءات خرجت وكلي سعادة، قلت الآن ساعيد شحن رصيد و لكن المشكلة ما زالت قائمة، عدت وأنا أهرول وقبل ان اتحدث صاحت احدى الموظفات الآن الآن وكررتها ثلاثاً ومن ثم هدأت ويبدو انه كان يوم حظي، فعلاً تمت العملية بنجاح فقد تجاوزت التحدي وها أنا فارد ذراعي لأعانق المستقبل.
تعليقات
إرسال تعليق