كنت أنوي أن اقول كلاماً كثيراً ثم وجدت أن كلمة واحدة تلخصه.
من اول السطر، وقبل ان اتحدث يجب ان اقولها
أحبك
في ذلك الوقت من الحزن عندما وجدتني وحيداً، في مساء مكتئب وأنا أحاول أن أحصي أنفاسي، كطفل في عامه الأول من المدرسة ، أتلعثم وأعيد الحسبة عند كل رقم، لأكتشف حينها أني لا أجيد العد، فالرقم الذي أٌردده هو ذاته، يتكرر، ثم أنتبه بأنه ليس رقماً في الأصل بل كلمة واحدة، وما يستدعي السخرية اني لا أجيد نطقها.
ثم وجدتني اخوض مع ذاتي حوار فلسفي.
هل يتوجب علي قولها أم لا؟
لكن ما قيمة الكلمة أمام الفعل؟
ولما تترك الكلمات اثراً اعمق من الافعال ؟
حين أقطع البحار والفيافي جيئة وذهاباً لأجلك وأخوض حرباً أموت فيها ثم أنتصر لأجلك، ماقيمة هذا الفعل عندك ؟
لا شيء؛ أمام أحمق استيقظ متأخراً من نومه، لأنه سهر في الحديث مع فتاة قررت بعدها أن تقاطعة ، فوجد في نفسه فراغاً ومن باب التسلية وسد ذلك الفراغ و للمصادفة البحتة يقول أحبك دون أن يقصد.
ثم إن الطريق الذي أعبره للوصول إليك وعر ودامٍ جداً، لقد فقدت بالأمس أحد أذرعي وأنا أراوغ الموت حين جاء على هيئة قذيفة ، وكنت على هيئة طفل يلهو أمام منزله، لقد كان مسرعاً حتى أصابتني الغرابة من فرط سرعته، لقد وقفت ملياً وهممت بأن أكره الفيزياء، نعم يبدو أن الفيزياء هي من ساعدته على ان يكون متهوراً الى هذا الحد، ثم بعدها تراجعت لانها ساندتني بنفس القدر.
مالذي يدعو للغرابة ؟
إننا نحب السماء ونتغزل بها وبما تحتوي من النجوم والأفلاك، لكن بنفس القدر نهمل الأم صاحبة الفضل والولادة، تنبت الزرع، تعانقنا عند التعب، وتحتضننا عند الموت، فلماذا نحب السماء اذاً ونسيء إلى الأرض.
تعليقات
إرسال تعليق