كوني مهتم في الكتابة بشكل عام، والسرد القصصي والسيناريو، خاصة في الانمي وقصص الاطفال، فقد كان لابد لي من متابعة الانمي الياباني ، خلال العام الماضي شاهدت ما يزيد عن ١٠٠٠ حلقة انمي، كان من ضمنها ٨٦٠ حلقة من الأنمي الشهير ون بيس، لكاتب ورسام المانجا 'أودا إييتشيرو' .
في الحلقة ٧٥٤ من ون بيس، هناك جزيرة على ظهر فيل تسكنها قبيلة تدعى 'المينك' ، يبدو الأسم عادياً جداً وقد جاء بمحض الصدفة او من خيال الكاتب، ولكن في الحقيقة هو ليس كذلك، فهو تحوير لاسم اليمن، هذا ما سيدركه اي مدقق في الاحداث، ولا استبعد ان مادعى الكاتب لاختيار الفيل، وجود شكل خرطوم الفيل في احدى سواحل عدن، لذا فالاحداث تدور عن فيل ضخم يتحرك في البحر وعلى ظهره تسكن قبيلة المينك، اذا كنت ترى انها محض مصادفة فعليك ان تعلم ان قبيلة المينك يحكمها زعيمان، احدهما كلب والاخر قط، احدهما يحكم في الليل والاخر في النهار، ولا يتقابلان ابدا، واذا تقابلا يحدث بينهم صراع، وقد اعتاد السكان على ذلك والفوه، وشعب المينك عبارة عن خليط من الحيوانات، اعلم انه الى حد الان ما زال الامر لايمت لليمن بأي صلة وقد يكون خيال كاتب وصدفة بحته، لكن ما دعاني لربط ذلك هو النمط المعماري لقبيلة المينك، حيث انه نسخة مطابقة لمدينة صنعاء القديمة.
طبعاً هذا ليس استنتاجاً او عمل خارق، فالمتابع للمسلسل سيجد ان الكاتب يستقي احداث المسلسل من التاريخ او الواقع، فهناك مثلا أحداث حصلت في مملكة تدعى ارابيكا وتسكن الصحراء، ويرتدي الناس الزي العربي. وهناك ايضا احداث واسماء مستقاة من الثقافة والمناطق الايطالية وغيرها من البلدان، وهذا ما دعاني للاعجاب بالكاتب وثقافته العالية وقدرته على الابداع وتحوير الاحداث لما يخدم مسار القصة.
مالذي يدعو لسرد كل هذه الاسطر ؟
انها الطريقة التي ينظر بها العالم لحوالي ٣٠ مليون انسان، اننا نبدو شعب يغلب عليه الصراع والقتل والهمجية. وهذا ما تظهرنا به المسلسلات و الافلام العالمية التي تحدثت عن اليمن،ففي الموسم الخامس من المسلسل الامريكي الشهير 'بريزون بريك'، تتحدث القصة أنه:( بعد مرور سبع سنوات على خبر وفاة مايكل سكوفيلد المزيف، يظهر مايكل من جديد في سجن أوجيجيا - سيئ السمعة - في صنعاء، تحت اسم «كانيل أوتيس»، على أنه إرهابي داعم لتنظيم داعش) وعلى هذا الاساس تدور الاحداث، لست هنا بصدد سرد كافة الاعمال وانما عرض بعض الأمثلة.
اذا ما طرحنا على انفسنا
فمن المسئول عن هذه الصورة ؟
بالطبع اننا نتحمل جزء كبير من المسؤلية ، وهذه النظرة بالطبع تحدد تعامل الشعوب والبلدان الاخرى للمواطن اليمني، ليس ذلك فحسب وانما سيكون لها اثرها على الاجيال القادمة.
كونك مواطن يمني فأنت محروم من كافة الحقوق التي يتمتع بها اقرانك، لا تستطيع أن تعمل أو تسافر او تتعلم او حتى ان تعيش.
نحن في اواخر العام ٢٠١٩ وما زلنا نصنف بعضنا بناء على الاسم ومحل الميلاد والانتماء الفكري، ومازلنا بكل اسف نقتل بعضنا البعض ونشعل الحرب.
عليك أن تقرأ منشورات اصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي لتدرك حجم الكارثة، فمهما بلغ البعض من درجة التعليم او الثقافة او التدين، ستجد بداخله شخص اخر يشبه الانسان الجاهل والمتعصب.
لقد اصبحت الحرب والقتل روتين لذلك ستجد اليمني، متحمس للاحداث اليومية وكأنه يشجع فريق كرة قدم، يسخر من الطرف الاخر و يصرخ ليغيضه، إن كل هذا الهراء هو ما يغذي الحرب والكراهية، ويساعد في اذكاء كرة اللهب التي ستحرق الجميع لو استمرت.
ارجوكم اوقفوا خطابات الكراهية، قاطعوا الصحف والمواقع الاخبارية او على الاقل لا تشاركوها.
انه العيد حاولو ان تشعلوا الفرحة، تحدثوا بحب، وادعوا الله أن ينعم على هذه الارض السلام.
تعليقات
إرسال تعليق