و نحن نحاول الهروب من واقعنا، في كل هذه العتمة، و الظلام يحيط بنا، نحاول أن نحلم و نبتسم، ولكن تصر الأحداث أن توقظنا، و تعيدنا إلى كل هذا البؤس و الألم، حاولت أن لا أتحدث في جريمة قتل الشاب عبدالله الأغبري ، لكن كيف لي أن أنسى بكل هذه البساطة، بالطبع أنا لا احتمل مشاهدة فيديو التعذيب و القتل لكن كلما أصادف شخصا ما يروي لي ما جرى من دون أي بوادر مني للحديث عن الموضوع.
ما الذي يدفع مجرم ما إلى ارتكاب الجريمة وبكل وحشية، و كيف لعدة أشخاص أن يتحولوا إلى وحوش ، مع الإعتذار للوحوش الحيوانية التي تقتل لتأكل، ليس ما يؤلم هذا فحسب بل ما يؤلم أكثر أن تجد أناس يدافعون على القاتل وعلى من يرتكب جرم بهذا الحجم ومن يساعد القتلة في إخفاء أثار الجريمة . ما يدعو للخوف والفزع أن تدرك بأنك تعيش في بيئة كهذه. وهنا ندرك أن ما يبقينا بخير حتى الان وعلى قيد الحياة فقط لطف الله .
كل هذه الاسئلة ذكرتني برواية الجريمة والعقاب لديستوفيسكي وبعض الحوارات التي دارت بين الشخصيات في الرواية، ومنها أقتبس فعلى سبيل المثال، يعتقد الاشتراكيون بأن الجريمة هي (احتجاج على وضع اجتماعي غير سليم، ليست الجريمة سوى هذا. ليس هناك أي باعث آخر على الجريمة ) ، و يرى أخرون أن كل شيء على الاطلاق انما مردة الى (جو البيئة السيئ) ، ثم يضيف أخر : إن جميع الجرائم ستزول دفعة واحدة متى نظم المجتمع تنظيماً سليماً . متى زالت أسباب الاحتجاج، أصبح جميع الناس فوراً "صالحين" من تلقاء أنفسهم .
بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذه الأفكار إلا أننا كمجتمع للأسف بطريقة غير مباشرة نتحمل جزء من المسئولية عن هذه الجرائم .
١٠ سبتمبر ٢٠٢٠
تعليقات
إرسال تعليق