معيار الفشل لا أعرفه حقيقة
ومعيار الشباب كذلك
لكن وبما انه ليس طفل وكذا ليس
كبير في السن
سأصنف هذا الأخ بانه شاب .
اما اليوميات فانا اعرفها جيداً ،
هي تلك التي نراها في الافلام ،
عبارة عن دفتر أنيق يكتب بها أبطال تلك الافلام اشياء ،
ومن مميزات المكتوب فيها أن يكون مؤثر جداً ،
ويجب ايضاً أن يكون القارئ فتاة جميلة، تتمدد على سريرها منهمكة بالقراءة، وفي الاخير تعجب بذلك البطل
ربما هذا ما دعاني للكتابة ^_^
فلو لم تتوفر الميزة الاخيرة لما أصبح هذا الكلام من اليوميات.
بطلنا ربنا يعين الاخت التي ستقع اليوميات بين يديها صدفة .. صدفة ها .. صدفة.
شاب ( ليس اكيداً هذا الأمر ) متوسط الطول .. متوسط العرض .. شديد الــ ...
والا خلاص ، فمن قال بأن العظمة
تكمن في الشكل ؟
يبتدئ يومه بنوم عميق، ويفارق
الفراش بصعوبة جداً،
هذا الأخ يعتقد أنه في يوم من الأيام سيكون له شأن عظيم، ولكن الأكيد أن ذلك اليوم لن يكون قبل مائة عام.
فبعد أن يغفو في حدود عشر غفوات مدة الغفوة 10 دقائق بتوقيت جواله ، ينهض متثاقلاً ، ولأنه متدين جداً يؤدي صلاة
الفجر الساعة الثامنة او التاسعة صباحاً .
هذا الامر قد إعتاد عليه اخونا ولديه سبب مقنع دائماً ،
فبالإضافة الى إيمانه بأن
الفراق مؤلم ولأن أصعب فراق هو فراق المخدة صباحاً ، فسبب نومه الى هذا الوقت
يسرده قائلاً لو انني تأخرت عن التوقيع صباحاً خمس دقائق سأعتبر غائباً نصف يوم
فلماذا لا اضيف الى نومي ساعة أو اثنتين واذهب
الى العمل فالنتيجة هي ذاتها بالأخير سيحسب نصف يوم غياب .
أما عن ضرورة التأخير .. فيرد :
ذلك شيء مفروغ منه .. لن أستطيع أن أصل في الوقت المناسب اطلاقاً، حتى
لو ذهبت الى الدوام في اليوم السابق ، لدي تجارب عديدة .. فالسيناريو معروف مسبقاً
،
ستخرج إلى الشارع كلك تفاءل ونشاط، ستنتظر الباص، وسيمر بجانبك في حدود
مائة باص، جميعها ممتلئة، وعندما يمر باص فيه مقاعد فارغه لن يلتفت اليك، وبعد حوالي ربع الى نصف ساعة، ستجد باص وستحل
المعضلة الأولى ، ولكن هذا الباص سيكون
فارغ تماماً .. ومن حسن حظك أن سائق هذا الباص طيب جداً، فهو يسأل كل من يقف في
الشارع هل يقله في طريقه ؟ حتى لو هذا الواقف نزل لتوه من الباص الذي أمامه .
ولا بد ايضاً أن يصل هذا
الباص في الوقت المناسب لتغير إشارة المرور الى اللون الاحمر ، أو بالاصح، لرفع شرطي
المرور ليده، فلا أحد يحترم قواعد المرور، لكن الجميع يخاف من المخالفات المكلفة..
و إن لم يتمكن من الوصول في هذا الوقت، سيركن السائق جانباً قبل وصوله لعل وعسى يجد بعض الركاب في هذا التقاطع .. وبعد أن تتمكن
من الوصول الى الجهة الاخرى وتشعر بأنك انتصرت ستجد الباص يتوقف لنفس السبب السابق حتى ولو كان ينقصه راكب واحد
فقط .
إن حاولت أن تتوسل الى السائق وتطلب منه التحرك .. سيلتفت اليك بحزم و
بغضب متسائلاً : مستعجل ؟
.. وسيردف : خذ تاكسي .
وخلال كل مشوار لابد أن تقوم من ثلاثة كراسي على الاقل .. وذلك
افساحاً في المجال واحتراماً للجنس الناعم
.
وعندما يفكر راكب ما بالنزول سيتوقف السائق لمدة خمس دقائق على الاقل
يسأل الركاب عن من يملك صرف (فكه) . فاذا كان الراكب رجل لن يلتفت اليه احد، أما
اذا كان فتاة ، فالغريب انه سيتحرك الجميع للتعاون، حتى وان لو نفوا ذلك قبل دقيقتان
فقط،
اما عندما يفكر صديقنا بالمغادرة فسينادي على السائق لمدة خمس
دقائق ربما لان صخب الاغاني يمنع السائق من سماعه و حين يسمعه ، سيسأل :
هنا ؟ ..
و سيطلب منه السائق بان يصرف من أقرب بقاله .
هذه الاخيرة قد تغلب عليها أخينا، فهو يحمل معه الفكة دائماً ربما لأنه لا يملك سواها او ربما احتراماً للوقت وتجنباً
لهذه المواقف .
طبعاً لا تخلو هذه الرحلات من الاثارة
فهي ممتلئة بالاتجاه المعاكس،
وسيكون هناك موضوع، وما اكثر
المواضيع
، فالشتائم تطال الحكومة ، وهناك
من يرد بشتم النظام السابق ، أو من يشتم الثورة والثوار ، ايضاً من يحلل في أزمة
المشتقات النفطية ، ومن يتحدث عن انقطاعات الكهرباء ، ومن يشتم وزير معين.
وهناك من يهاجم حزب ما،
وهناك من يتحدث في الوضع السوري ، والمصري و ... الخ
فالسياسة حاضرة والاقتصاد حاضر وحتى الرياضة والفن ..
وإن غاب كل ذلك، ستجد أحدهم يتحدث في الجوال من صعوده الى نزوله .
صديقنا اعتاد على هذا الامر، فهو لا ينبس بحرف، إزداد الضجيج او نقص،
فإن حاول أن يسلي نفسه بفتح جواله او قراءة شيئاً ما، سيجد أعين من
حوله تسبقه الى ذلك.
ايضا سيتكفل الزحام بإطالة الطريق ،
أحياناً تتوقف الحركة تماماً .
لا أعرف لماذا؟ أحس بأن هذه العراقيل تتقصدني وموجهة ضدي ، فاذا كان
هناك توقف للحركة في الطريق ، سيكون هناك حل وحيد لهذه المعضلة هو : أن انزل من
الباص ، حينها سيتحرك الجميع وكأن شيء لم يكن .
ثم انه ربما يتبع ....
تعليقات
إرسال تعليق