التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عن 2011 وما بعدها




في العام 2011 كنا قد وصلنا الى مرحلة التخمة ليس من الشبع بل من اليأس والمعاناة ، لقد بدت حياتنا رتيبة مملة وغير ذات جدوى ، ولا امل في ان تصبح افضل ؛ حتى اندلعت الثورة الشبابية الشعبية فولدت لنا امل جديد بأن هناك مستقبل ربما قد يكون افضل ، انقضت الايام وزادت المعاناة والألم وانقلبت الحياة الى ما يمكن ان يكون جحيماً ، وذلك لأننا وان حلمنا فعلى الارض غصنا في سبات عميق و تمسكنا بكل اسباب الفشل .

وفي العام 2011 كنا اجمعنا بان علي صالح ونظامه هو السبب الرئيسي في الوضع الذي وصلت اليه البلاد ، وكنا محقين ولكنه لم يكن السبب الوحيد ، ورغم ذلك فقد بقي صالح على الارض لاعب اساسي بل ترك يعمل بأريحية تامة دون قيد او شرط ، وها نحن في 2015 نجنى الثمار  .

في الماضي القريب كانت خياراتنا مفتوحة اما اليوم فقد باتت ضيقة ، يعيش المواطن اليمني تحت رحمة الموت اذ صار هدفا عشوائيا لكل ادواته ، لقد بات القرار في هذا البلد في يد مليشيا طائفية عمياء تحاول ان تضفي على تحركها بعدا دينيا وتستخدم العنف والقتل سبيلا للسيطرة على مقاليد البلاد ، اما حقيقة ما يحدث ليس سوى ان علي صالح ينفذ ما يريد تحت طاقية هذه المليشيا .


اليوم ندرك ان ما سبق لم يعد كافياً ؛ فلكي نعيش بسلام ونضمن مستقبل افضل لا يكفي ان نزيح طاغية او عصابة ، بل يجب ان نملك القوة و كل اسبابها والاهم من هذا ان نملك خطة وخارطة نتحرك بموجبها ، لقد كانت العشوائية والمواقف الارتجالية والغير مدروسة والمثالية الزائدة  هي احد الطرق التي  اوصلتنا الى هذه المرحلة  .

ماذا اقترف هذا الشعب لكي يباد وينكل به ويستباح دمه وماله وعرضه ، وأي انسانية تلك التي تسمح للأخرين بأن يقفوا على الحياد ، واي كرامة تسمح لنا بأن نرضى بذلك .
ان ثقافة الهروب انهكتنا والانحناء قصم اظهرنا ، ولا بد من تبني ثقافة جديدة يقودها جيل واعي ومتعلم لا كهول السياسة ولاعقي الذل ، وأول خطوة يجب ان نتبناها هي انهاء ومحاربة مصادر الخطر و القضاء على سياسة العنف .

ان عدم الوقوف في المكان الخطأ لا يؤهلنا للنجاة والخروج من الوضع الحالي  بل يصبح احد الاسباب التي تساعد في استمرار جر البلد الى الهاوية ، وان التكيف مع كل الاوضاع مهما بلغت من السوء ليس ميزة بل دليل على الضعف وانعدام الحيلة .

ان الاوضاع  المزرية التي  وصلنا إليها ، لا تستدعي منا مواقف اخلاقية ووطنية آنية و مبتورة زمنيا  ، بل تقتضي ان نمتلك الشجاعة الكافية لتغييرها  والقوة اللازمة لفعل ذلك ، على ان نضمن ان هذه القوة لن تؤثر علينا  سلبا في المستقبل .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مناجاة - لك الحمد يالله كم شدني وجد

 لك الحمد يا الله كم شدني وجد ُ لحمدك إجلالا لك الشكر والحمد ُ لك الحمد إن القرب منك وسيلة إليك وأما البعد ياسيدي بعد ُ لك الحمد والأغصان مالت وسبحت وفاحت بأنسام الرضى هذه الورد لك الحمد والأنسام بالحمد كم غدت وبشرى رياح الخير بالشكر كم تغدو لك الحمد والاشجان في دمع خدها دموع جرى من خد دمعتها خد  لك الحمد حمداً يسلب الحر حره  ويمسي بلا برد هنا ذلك البرد  لك الحمد حمدا يسلب المر مره ويغدو عناء الجهد ليس له جهد  أقل قليل الحمد في أن وهبتنا  عقولا وما للناس من حملها بد  وعلمتنا من فيض علمك ما به  عرفناك أنت الله الواحد الفرد  ونورتنا من نور نورك ما به  دنا منك عبد حظه أنه عبد  وتهتز بالتسبيح روحي كأنما  بها قد اضاء البرق وانفجر الرعد  على انه لن تبلغ الحمد أحرفي  فكيف بحمد ليس في حصره حد  وكيف بحمد لو جمعنا بحارنا  واشجارنا في عده يعجز العد  ويبدو لنا في ذكرك الحب والرضى  ادم سيدي هذا الشعور الذي يبدو  سمعت القصيدة في محاضرات الشيخ محمد المقرمي، عند البحث وجدت من ينسبها للشاعر فهمي المشولي. ...

قد مالت عمامتك يا أبا جوشن.

  قد مالت عمامتك يا أبا جوشن. كان أبو الخطار الكلبي ذو الأصول اليمنية و الياً  على الأندلس و عرف عنه  العدل و الإنصاف و اجتمعت كلمة المسلمين تحت رايته، حتى جاء إليه رجلان يختصمان أحدهما قيسي و الأخر من اليمانية و قيل بأن القيسي قد كان أبلغ حجة من اليمني و رغم ذاك إلا ان أبي الخطار غلبته عصبيته و حكم لليمني . فما كان من القيسي إلا أن توجه إلى زعيم القيسية الصميل ابن حاتم (ابو جوشن) ليشتكي له ما حل به، فذهب الصميل إلى ابو الخطار فأهانه وضربه حتى مالت عمامته، فرآه أحد الناس وقال:  " قد مالت عمامتك يا أبا جوشن" فرد عليه: "إن كان لي قومٌ فسيقوّمونها" . وقد حدث حيث إستقطب ابو الجوشن بعض الشخصيات اليمنية إلى صف القبائل القيسية و وقعت معركة وادي لكة عام ١٢٧هـ والتي أسفرت عن إنتصار الصميل بن حاتم وحلفائه اليمنيين. الصورة للفنان غسان مسعود بدور الصميل في مسلسل صقر قريش.

حالة (الحكمة اليمانية) ليومنا هذا !

حالة (الحكمة اليمانية ) ليومنا هذا :  الاجواء غائمة على بعض الاجزاء الشمالية ومريم كل شوية وجزعة تشطف وغائم على الاجزاء الجنوبية والرادار غير قادر على تقديم قراءة دقيقة  بالمجمل , فاللي زعلان على البكري <------ على اساس اقيل من جنة عدن مش من محافظة عدن المدمرة والخارجة من الحرب و ذات الانفلات الامني . واللي عنده غثيان لان عبدربه جزع الممخط رياض ياسين معه الوليمه وسيب ابن (الدبلوماسية اليمنية ) مع انه داهن بسليط نارجي وما شط على شق . واللي يحتفل بسوناتا القمر وتسامح الاصلاح اللي من ربع قرن رآنا سعداء مع عغاش فغض النظر . والقائمة تطول والخلاصة : نحن نعيش في النعيم ونحن والقمر جيران ، والحكومة والرئاسة حاضرين عزومة مدري عرس حق الجيران و ما فيش شي الا انه بتعز كم نفر مات بسبب حمى الضنك وكم نفر مات من السفاط حق الحوثيين . ومدري كام دولة من اسابيع في مارب اجئوا بموكب عشان يروحوا العروسة ، و البلاد في رخاء والشعب كل يوم زامل و عامل ريجيم وما يأكلش غير خيارات استراتيجية .  واهدي تحياتي وسلامي الى اي شخص وحرمه بمناسبة ارتزاقهما هذا النكد و جعلها اخر...