ملحمة تبع
لقد حان وقتك الآن
يا ابننا و أبانا
باركتك الغيوم التي في السماء
باركتك الرياح
باركتك قلوب المتعبين.
كل القوافل التي خرجت لم تعد
وكل الأماني التي دفنت
لم تمت إنما وؤدت
فارفعوا كفكم بالدعاء
كي يعم الرخاء
ويعود الى الأرض أسعد.
عندما يولد تبع
يسطع نجم
في سماء ملبدة بالغيوم
على الأرض يذوي المساء
ويشتم عرف البخور
وعلى الجبال يسمع
صوت الوعول
فيبدو مهيباً
لأن الصدى
يرد على كل إزمول*.
يصعد تبع
يعتلي جبل
وله قبضة
تقهر الصخر
وله ساعداً بارزاً
قاسياً كالحديد.
قدّ تبع
من جبل الخوف جزءاً
ومن جبل الفضة
وجزءاً كان قد قدّه
من جبل آخر
أذاب الثلاثة
ثم قام إلى ذهب
وأساور ولبان
بتسع وتسعون جزء
أذاب ليصنع
درعاً وسيف.
ثم سار الى البحر
فاغترف من بحر قلزم* غرفة
ومن عدن غرفة
وصب على السيف
فأصبح أمضى و اصلب
ثم عاد راكباً فرساً مسوم
كانت الشهب ترمي شراراتها خلفه
والجبال تُصدع
فبدى ضوءه
ساطعاً ساطعاً
كما الشمس
بل كان أسطع.
حين سل تبع سيفه
كان أبيض لونه،
عندما أغمده
كان أحمر
قاني اللون
مصبوغ بدماء العدى
والشرار التي يرمي
في عيونهم
تعلو و تلمع
أبهت الخائنون
و انحنت له كل الملوك
تطلب الصفح وتخضع.
نحرت له مأٓت النحور
وسالت دماء الأضاحي
في كل وادي
و أطعم كل الجياع
فاخضّرت الأرض
و أزهر فيها العنب.
الإزمول: صوت الوعل.
بحر قلزم : البحر الأحمر.
عبدالفتاح
تعليقات
إرسال تعليق