بداية لا أعتقد أن أحداً في هذه المجرة أو على وجه الخليقة لا يملك أصدقاء وباعتبار أنني موجود على هذه المجرة وأني مخلوق كغيره من المخلوقات سواء كانت فقاريه أولا فقاريه زاحفة أو سابحة أو تمشي على قدمين فأنا لدي أيضاً أصدقاء .
صحيح أن أصدقائي يكادون لا يتجاوزن عدد أصابع يدي الواحدة أو أظنهم يزيدون على ذلك بأصبع أو أكثر من ذلك أو أدنى المهم أني أملك أصدقاء كغيري من المخلوقات التي لديها جهاز تنفسي باختلاف طريقة جلبها للهواء واستخلاصه ، ولكن ذات مره جلست أتأمل هل صحيح أن لدي أصدقاء ؟ وما معنى أن يكون لديك أصدقاء ؟ ومن هم هؤلاء الأصدقاء ؟ وهل هم أصدقاء حقيقيون ؟ أم أنهم كائنات أنتوبلازميه ؟ أو هلامية أو ربما وهميه وأضنني وضعت كل هذه الاحتمالات وزيادة .
وبعدها قمت باستثناء العرادن واللافقاريات والحيوانات والنباتات وأبقيت على الكائنات التي تدعى بشر ، وبدأت أحسب كم عدد أصدقائي سيسألني أحدهم لماذا كل هذه الدوشه فلا يوجد مبرر لذلك ؟
وأقول بل يوجد مبرر لذلك فتأمل معي : أحياناً أحس نفسي وحيداً في هذا العالم (أرجوكم لا تبكوا ولا تتأثروا) وأرى أن العالم مظلم جداً سيقول لي أحدهم طبيعي وأقول كما قال فهذا طبيعي فالعالم مظلم فالساعة جاوزت العاشرة ليلاً ، لكن أرى من مر بجانبي لديه أما واحد يحادثه أو إثنان يناقشهما أو ثلاثه يمزح معهم ولكن ما جعلني أتفاءل أني راءيت أحدهم جالس لوحده فقلت هذا مثلي .... إذ بجواله يرن وإذا به يتحدث فطالت فترة تحدثه إلى العشر دقائق ثم أكمل وهو يبتسم ، فقلت أحدهم يطلب منه خدمه لابأس فإذ بجواله يرن مرة أخرى فإذا به يتحدث ويطيل تحدثه يقهقه ويضحك ويبتسم ويكرر ذلك مراراً وتكراراً فانزعجت وقلت لنفسي ربما هي نعمة فماذا ترى في القدس حين تزورها .
عفواً كثيراً فقلت لنفسي يا هذا الكائن الوحيد البائس الجالس القاعد الواقف أحياناً مالك لا تملك أصدقاء.أحياناً أرى في أعين الذين يمرون علي وأنا على هذه الحالة بأن قلوبهم ترق لحالتي فما أفتئ إلا أن أأخذ جوالي واكتب حرفين فيه وأضغط على اتصال وأجلبه إلى أذني فكأنني أنتظر أحدهم وقد طال انتظاري فترد على الشركة لا يتوفر لديك رصيد كافي لإجراء الاتصال ، فأغلق وأنا أتذمر وكل برهة وأخرى أكرر ذلك ولكن كل ما زادت عدد محاولاتي أسمع صوت من ترد علي يرتفع ثم يرتفع مع تكرر المحاولة وكأنهم أخطأو أو أنني ألح عليهم بأن يمنحوني رصيد وفي المرة الخمسين ترد علي لا يتوفر لديك رصيد كافي لإجراء المكالمة يا حيوان وبطل تحاول مرة أخرى فبعمرك لم تعبئ رصيدك الخاوي على عروشه إلا مرات لا تتجاوز الخمس مرات بأدنى ما يوجد من الكروت وإن حاولت ذلك مرة أخرى سوف يتم إلغاء اشتراكك معنا ولن يتم قبولك في أي شركة أتصالات أخرى . فأحمل روحي وأذهب وأغلق هاتفي وكأن من أنتظر لن يأتي .
ولكن في أحيان أيضاً أمر على أثنين من معارفي والذين أعتبرهم أصدقائي فهم من أعرفه من فتره ليست وجيزه وأظنهم أمثالي مع اختلاف حالاتنا فنقعد نتذمر ونتذمر ونتذمر وتتكرر هذه الحالة طوال الأسبوع مع انقطاع بسيط ولكنهم ما يفتئون في كل مره أن ينسحبوا ويتركوني أتذمر لوحدي فأقول لنفسي وهؤلاء أيضاً ليسوا بأصدقائي فكأنهم لا يطيقوني أو أنهم يضحكون على عقلي فما يفتئون أن يقولون لي ألا تملك مسكنا أيها الكبير فأنظر اليهم وفمي مفتوح وعيوني زائغة ها فهمت يالله خاطركم ونلتقي غداً .
فما قمت به أن بحثت عن أصدقاء في العالم المجهول وهو الشبكة ألعنكبوتيه البغيضة فبريدي الإلكتروني يمتلئ بالعناوين وليس بريدي الهوتميل فقط فقد جلبت أصدقاء لي من مختلف أنحاء العالم فالياهو أيضاً ممتلئ ولكن جميع هذه العناوين إما قد تغيرت أو قاموا بحضري أو أنهم قد زهقوا مني ورفضوا التحدث معي فلا مشكله قمت بتغيير شريحة هاتفي فهناك شركة اتصالات تقول لي تكلم ببلاش وفعلت وضللت أجمع وأجمع الأرقام وأطرحها وأقسمها وأضربها فإذا بي أكتشف أن لدي رصيد لا بأس به مابين فتية وبنات ولكن ما فتئ حلمي يتدهور شيئاً فشيئاً فكلما أطلب أحدهم ترد علي الشركة إن الرقم المطلوب خارج نطاق التغطية أو أن الجهاز مقفل وشكراً والبعض يرن ويرن ويرن ويرن ثم لا إجابة .
فقال لي أحدهم أضن أن اسمه الأمل : لا تيئس هيا بنا نغني أقصد لا تيأس فقط وفعلت ولم ايئس فضللت أدخل المنتديات وأحاول أن أحاور وأكتب وأناقش ولكن دون جدوى ، ولكني لم أيأس فمع الإصرار أمضي وإلى اللقاء .
تعليقات
إرسال تعليق