الرسالة السادسة والسبعون بعد الالف خلال اسبوع، لم يتوقف سيل الرسائل في الانهمار مذ أن توقفت عن الكتابة، لدرجة أن شركة جوجل قد ضاقت ذرعا بكمية الرسائل التي تصل الي والتي قد تسبب تكدسها الى امتلاء وسائل التخزين المتاحة لديهم ، قد تعتقد عزيزي القارئ أن بريدي الإلكتروني من فئة المستخدمين العادين، للأسف تخمينك في غير محله، ولكن دعك من كل هذا، فانا رجل متواضع لا يحب الحديث عن نفسه، على الرغم من شهرتي الواسعة. لك أن تتخيل عندما تعلم أن ستة وسبعون وألف رسالة وصلت تناشدني بأن أعود وتتمنى أن اكون بخير، وذلك بعد سنوات عدة، ليس هذا وحسب بل ان تلك الرسائل تحمل ميزة بأنها فريدة وغير مكررة. قرائي الاعزاء أعلم أن شوقكم لقراءة درري التي انثرها هنا لا يقاس، وعطشكم للتزود من نهر الحكمة الذي يجري على لساني شديد، وأعلم أن قلوبكم النقية ستعذر هذا الجفاء البادر مني وستتفهم الظروف القاهرة التي حالت ما بيني وبينكم. كيف لا وانا مستودع الفلسفة المؤتمن ممن سبقني ومن سيأتي بعدي لن يعدو أن يتجرع من كأسي رشفات، أي انه لن يجد مايحدث الناس به بعدما قلت، فمثلما تحدث نيتشه على لسان زرادشت ستفعل الاجي...
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .