التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

وداعاً حاتم علي

    ما كل هذا الحزن ؟ أشعر بألم يعتصر قلبي، كأن من مات رفيق درب لي أو أخ عزيز. رحيل حاتم علي بعث كل ذلك الألم الذي شعرنا به ونحن نشاهد أعماله. حزن الزير سالم على كليب وبكاء ضباع على اولادها، ولوعة ابن عباد على فقد جبير، و خوف عبدالرحمن الداخل وهو يفر مع خادمه بدر من دمشق ويعبر هارباً الى الأندلس. همة المنصور محمد ابن أبي عامر في بلوغ مقصده وحزنه، ضياع الأندلس وفقر المعتمد مع بناته وزوجته. والأمّر من كل هذا نزوحنا مع التغريبة الفلسطينية، قهر أبو صالح وكل ذلك الشتات، بكائنا مع كل حزن وفقد وتعب وحزن لكل أبطال المسلسل. مخطئ من يعتقد أن تلك الأعمال مجرد أعمال تاريخية. فعندما يبدأ مسلسل الناصر صلاح الدين تصدح أصالة بكلمات قصيدة محمود درويش ( أيها المارون بين الكلمات العابرة) و رمزية الارتباط بتحرير القدس على يد الناصر، وتكرار القصيدة في نهاية مسلسل التغريبة الفلسطينية ورشدي يقطع اوراق المنحة و يحمل البندقية. كل ذلك الآن في هذه اللحظات التي يتهافت بعض العرب إلى أحضان من كانوا سبباً فيه، متناسين كل تلك العذابات، طالبين بكل وقاحة التعرف على أمهات الغاصبين حسب قولهم. نعم كل اللحظات ال...

حروف ليست للقراءة

 بالأمس قبل أن أنام رحت أفتش في الذاكرة عن مكان فارغ يمكن أن أضع فيه بضعة أحرف فالأحرف التي تساقطت على وسادتي صارت توخز خفت أن أنام    أو أحاول قرأتها كي لا تفقئ عيني فقد بدت كزجاجٍ مكسور تارةً ومسامير حادة تارة أخرى لذا قلت ربما سأحتفظ بها لأوقات لاحقة كي أتسلى بها وحدي فلا يمكن أن يقرأها الأخرون ولا يصح أن اقوم بنشرها كي لا تثقب إطارات المارة أو تداس بأقدام المشاة تحسست شكلاً كروياً يسمى مجازاً رأسي بدى أجوفاً خلته فارغاً لكن صدفةً لم أجد موضعاً فارغاً داخله قلت ليت لي ذاكرة فكرت بأن اشتري قرصاً صلباً قلت للبائع أعطني ذاكرة رد سائلاً بأي سعة ؟ قلت ما كبر أعطني واحداً للأمل  أخراً للحزن ثالثاً للتعازي رابعاً للألم خامساً لجراح الوطن سادساً للأسى سابعاً للشجن قلت زد قال يكفي لما لا تقتني مصنعاً او تمحي الذاكرة قلت انني مفلساً ثم بي خللاً لم أعد صالحاً لإعادة التهيئة

جريمة مروعة

 و نحن نحاول الهروب من واقعنا، في كل هذه العتمة، و الظلام يحيط بنا، نحاول أن نحلم و نبتسم، ولكن تصر الأحداث أن توقظنا، و تعيدنا إلى كل هذا البؤس و الألم، حاولت أن لا أتحدث في جريمة قتل الشاب عبدالله الأغبري ، لكن كيف لي أن أنسى بكل هذه البساطة، بالطبع أنا لا احتمل مشاهدة فيديو التعذيب و القتل لكن كلما أصادف شخصا ما يروي لي ما جرى من دون أي بوادر مني للحديث عن الموضوع. ما الذي يدفع مجرم ما إلى ارتكاب الجريمة وبكل وحشية، و كيف لعدة أشخاص أن يتحولوا إلى وحوش ، مع الإعتذار للوحوش الحيوانية التي تقتل لتأكل، ليس ما يؤلم هذا فحسب بل ما يؤلم أكثر أن تجد أناس يدافعون على القاتل وعلى من يرتكب جرم بهذا الحجم ومن يساعد القتلة في إخفاء أثار الجريمة . ما يدعو للخوف والفزع أن تدرك بأنك تعيش في بيئة كهذه. وهنا ندرك أن ما يبقينا بخير حتى الان وعلى قيد الحياة فقط لطف الله .   كل هذه الاسئلة ذكرتني برواية الجريمة والعقاب لديستوفيسكي وبعض الحوارات التي دارت بين الشخصيات في الرواية،  ومنها أقتبس فعلى سبيل المثال، يعتقد الاشتراكيون  بأن الجريمة هي (احتجاج على وضع اجتماعي غير سليم، ليست ال...

يوم رياضي تاريخي

 سيسجل التاريخ يوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٠ بأنه يوم تاريخي في كرة القدم . تاريخي تاريخي. أين أنت يا عصام يا شوالي أين الدراجي أين beinsport  لم تغطي هذا الحدث . ما تقوليش ميسي و لا كريستيانو ولا تقولي مارادونا ولا تذكر بيليه . جاكم اللي ينيم الخصوم من قبل المغرب، جاكم اللي الامهات تخوف فيه اولادها. الزميل العزيز ليفاندوفيسكي اقول لك مبروك  جائزة افضل لاعب هذا العام، وخلاص العام القادم اصبح معروف من يستحقها. رأس الحربة الأبرز ماكينة الأهداف  البوستليرو، مرعب المدافعين والحراس،  محطم الأرقام القياسية، صاحب القدم الذهبية، من أحرز اليوم عشرة أهداف كاملة في مباراة واحدة، كتلة الشحم المتحركة 😅😂 و بكل تواضع أنا. نعم، نعم يا سادة اليوم يوم تاريخي ليس فقط لأحرازي عشرة أهداف، بل لأني لعبت مباراة كاملة أي ساعة ونصف من اللعب المتواصل، سابقاً كنت ألعب عشر دقائق أتعب فيها واخرج لكن اليوم حصلت خيانة وتغيب الكثير من اللاعبين فكان لا بد أن العب. كل جزء من جسمي محطم ، و الى الان لم استرد نفسي. انا شخص غير رياضي صاحب كرش و اذا استمريت على هذا المنوال لن يزول الكرش فحسب بل قد يختفي جسدي ب...

عندما نسيت رأسي تحت مقصلة الشعراء

 يخاطبني أحد الشعراء كأحد قراءه بإحدى القصائد  و يفترض عني أنا القارئ  بعض الإفتراضات فأقول له : دعك مني عزيزي الشاعر فبينما أنت تتلو هرطاقتك ثم تفرقع أصابعك لتقول لي كل هذا الكلام  يقول جني من عبقر  أني بريء من كل هذا فليس لي نفسٌ بالقصيدة ونسيت كيف أنظم الشعر وكيف أضبط القافية.  ثم وأنت تضع قلمك أو ربما هاتفك أجدني وأنا القارئ الذي توقف بي العمر و بعد أن نسيت رأسي تحت مقصلة الشعراء وهم يهذبون الكلام ولأني بلا رأس فالمنطق يقول بأني لا أرى فقد تهت و أنا أتلمس باحثاً عن شعراء كبار و صغار وهم يقولون لي ما يريدون مني بأن أفعله  أشعر بأن شاعرا ما   يضع أبياته ليبني لي سجناً كي أسكنه فكأني أرى حاكماً من بلاد العرب و لأني بلا رأس فأنا لا أفهم الشعر إنما أتلمس دربي إلى الموت لعلي أصادف بيت لأسكن أو أحتمي من سهام الكلام  أو ربما كان بيتاً يصلح ليصبح نعشاً يحملني أو ربما أحمله ولأن للشعر رأساً فهو يقول بأن هرائي هذا لا وجود له لأني نسيت رأسي تحت مقصلة الشعراء وهم يقصون لي حكايات موتي في الأزمنة الغابرة. عبدالفتاح

المخاطر

    المخاطر لم تعد تخيف أحدا، رغم أنها .. لم تصبح بعد عاطلة عن العمل، لكنها .. أصبحت مملة و مكررة. نصادفها كل الأوقات، ربما، لأنها تعمل خارج أوقات الدوام الرسمي؛ رغبة منها في تحسين سمعتها، التي لطختها لا مبالاتنا و عدم الإكتراث، وبرغم ذلك لم تزل رتيبة جداً و باهته. ما المخيف في الصاروخ الذي يتوجه نحو منزلنا؟ و لم ترتعب الناس من القذيفة ؟ الرصاص مجرد لعبة في يد الأطفال، إذا ما المرعب في الحرب؟ الموت!! الموت، يبدو ضيفا ثقيل الظل ليس إلا، كان كل يوم يزور بيتا أو اثنين، بعدها عين نفسه مديراً لتلك الحفلة؛ أعتقد أنه ايضاً (أي الموت) كائن إجتماعي، فهو لا يقطع وصلنا، رفقة أصدقائه، الذين يزداد عددهم كل يوم. المحزن أننا فقط لانملك الشجاعة! الشجاعة للقيام بأي فعل، رغم أننا لم نعد نخاف من شيء. لكن ما زلت أحتفظ بعادتي و رغبتي الوحيدة، و المتجددة كل يوم، والتي تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، كما أكد (قيس) فلا أستطيع أن أحمي نفسي، و أنا أبحث عنك في ذاكرتي، من أن أموت فرحاً حين أصادفك، أو أتعثر بالحزن الذي تركتيه وراءك، و ربما أختنق بالفراغ القاتل، الذي ي...

علمت بأن الناس يرجون و صلكم

 علمت بأن الناس يرجون و صلكم وكنت ككل الناس بالوصل أفرح ولكن نفسي غرها ما بدى لها فباتت تمنيني لألهو وأمرح فلما قسى قلبي و اشتد ما بيا رجعت ذليل النفس أبكي وأصرخ ألا ليتني ما كنت فارقت بابكم ولكن ترى عيني قضاكم و تلمح فإن شئت فارحمني واقبل مشيئتي وإن لم تشأ مالي سواكم ليصفح   عبدالفتاح

قد مالت عمامتك يا أبا جوشن.

  قد مالت عمامتك يا أبا جوشن. كان أبو الخطار الكلبي ذو الأصول اليمنية و الياً  على الأندلس و عرف عنه  العدل و الإنصاف و اجتمعت كلمة المسلمين تحت رايته، حتى جاء إليه رجلان يختصمان أحدهما قيسي و الأخر من اليمانية و قيل بأن القيسي قد كان أبلغ حجة من اليمني و رغم ذاك إلا ان أبي الخطار غلبته عصبيته و حكم لليمني . فما كان من القيسي إلا أن توجه إلى زعيم القيسية الصميل ابن حاتم (ابو جوشن) ليشتكي له ما حل به، فذهب الصميل إلى ابو الخطار فأهانه وضربه حتى مالت عمامته، فرآه أحد الناس وقال:  " قد مالت عمامتك يا أبا جوشن" فرد عليه: "إن كان لي قومٌ فسيقوّمونها" . وقد حدث حيث إستقطب ابو الجوشن بعض الشخصيات اليمنية إلى صف القبائل القيسية و وقعت معركة وادي لكة عام ١٢٧هـ والتي أسفرت عن إنتصار الصميل بن حاتم وحلفائه اليمنيين. الصورة للفنان غسان مسعود بدور الصميل في مسلسل صقر قريش.

صدت سعاد

 صدت سعاد و عمري بالصدود مضى وما طلبت لعمري إذ مضى عوضا أغالب الحب في قلبي و أعصره أذوب شوقاً و لكن أدعي المرضا   يزوروني طيفها حيناً ويطربني فأحمد الله إذ لي في هواها قضى رمت فؤادي بسهم هد عافيتي   كقاتلٍ سل روحي فجأة و مضى #ردود عبدالفتاح

كم مرة في الليل

   كم مرة في الليل طال تسهدي وسرى بجفني النوم ثم جفاني ما زلت في باب المحبة واقفاً أرجوا لقاك بيقظتي و منامي فإذا لقيتك في طريقي صدفة أبدو  كأني قد بلغت مرامي عبدالفتاح #ردود