التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2012

عندما تنطفئ النجوم - قصة ثورية

سقط صامد شهيداً، وبقي العلم الصغير، بقيت أمّه الأرض.   انه المساء... الدخان يتنفس زخاته الأخيرة التي تعلو مداخن البيوت ، والمكان يتثاءب .. الليل يسدل استاره ، ثم ينسحب الجميع ، وكأنهم يطبقون تلك الخطة التي تدارسوها قبل ذلك ؛ الضوء انسحب تدريجياً ،رافقته الاصوات التي خبئت معه ببطء .   المكان ساكن تماماً ، خلا بعض الانوار التي تبدو كنجوم صفراء ، او درر رميت على بساط حالك السواد ، ثم اصوات بعض العجائز يمددن ارجلهن المنهكة ويهدهدن احفادهن ..   تستمر تلك الدرر في الاختفاء ، ويستمر الصمت في احتلال المكان ، الى ان يصل ذروته ، ينتابه بعض التحركات لبعض النسوة ، تدعو لا بنائهن في غيابهم ، في ذلك الوقت الذي يحركن السلة التي تحتوي على (دبية) الحليب .   ها هو الليل قد انتصف ، لا شيء في الأفق ، لا شيء اطلاقاً ، سكون تام ، تمر الدقائق كأنها لا تتقدم ، فجأة يصدر صوت لا يعرف مصدرة لكن ما يميزه أنه مخيف ، بعد الانصات لذلك الصوت عدة مرات بهدوء وخوف شدي...

قلبي وفراشة - قصيدة

زارت قلبي اليوم فراشة قالت أبحر فالكون فسيح ورمت في وجهي أشرعة و الريح شديد قم فتوهج إغسل وجه الليل صباحاً كي يبدو جميل إنزع من حقل الشفق الاحمر وردة و ابذر إن جاء الليل الداكن نجمة كي تتفتح أنغاماً تهدي العالم طعماً اخر زارت قلبي اليوم فراشة وبدت لامعة كالنجمة صارت واسعة كسماء هطلت مطراً وروت أرضاً كي لا تحزن فبدت ضاحكة خضراء زارت قلبي اليوم فراشة رفت أجنحة الحب هياماً صارت ريح وبدت أصغر طارت في الجو عادت نسمة همست في أذني كلمة فتدفق قلبي نهر من حب ينهال عطاء زارت قلبي اليوم فراشة كانت في عينيها حناناً وبدت لامعة كالشمعة إن جن الليل الداكن فجأة عادت وتماهت في الظلمة زارت قلبي اليوم فراشة هطلت من عيني دمعة قدت من حزني أغنيةً عزفت من الآمي قطعة ورمت في وجهي أشرعة قالت أبحر إن تتراجع تزداد العتمة قد زارت قلبي اليوم فراشة وتمادت في عيني قليلاً وتماهت في حدقاتي تركت في شفتاي عبيراً وضعت في وجهي منديلا غابت في الصمت طويلاً ورمت في روحي قنديلاً قالت خذ كلماتي دليلاُ إن جاءك حزنك في...

رسالة الى الوطن في عيده الخمسين

انها السادسة صباحاً من يوم الأربعاء الموافق 26 سبتمبر 2012م ابناء اليمن الأعزاء خمسون عاماً مر مذ أن ولدت الثورة خمسون عاماً في ظل الجمهورية خمسون عاماً منذ أن صنع ابائنا أشعة ذلك اليوم انها نصف قرن ليس إل ،ا ونحن نتغنى بالثورة ، نقدس سرها ، وتصدح حناجر الأطفال تحييها في كل صباح  ، لا يهمها إن كان الجو بارداً ، حاراً معتدلاً . خمسون عاماً ونحن نردد النشيد ، ولدنا عليه وها نحن نشب عليه وما زال ولائنا للثورة وللأرض . ان نصف قرن من الزمن كفيل بصنع المعجزات ، والتحولات ، وكفيل بإحياء جيل ، وغرس قيم . عيدك اليوم يا وطني ، عيد ميلادك المجيد ، عيد ضوئك الذي لاح في الأفق ولكنه لم يسطع . وفيه لا بد أن أهنئك قائلا : عيد ميلاد مجيد كنت أحبذ أن يكون سعيداً ،  لكن السعادة لم تزرنا بعد،  فما زالت طريقها وعره . في عيد ميلادك أحيي كل رملة من رمال أرضك ، احيي كل نسمة تعانق سمائك ، أحيي الشمس التي أيقظت صبحك ، أحيي العصافير التي تهديك سمفونياتها . في عيد ميلادك ، أترحم على كل روح فاضت في سبيلك ، كل قطرة دم نزفت في الذود عنك ، وكل جندي وقف يحي علمك معل...

منديل الوزير

كتب مروان غفوري مقالتان حتى الآن عن أداء وزير الداخلية وانتقده بشده لذا هنا أرد على الدكتور الغفوري لا وألف لا اقولها  مدوية يا غفوووووري لن يسكت الوزير   المشهد الأول في ساعة متأخرة من الليل ، يرن جوال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك سابقاً ، يقال له  بأن اخاه لم يعد الى البيت حتى اللحظة ، وجواله مغلق  ؛ يقول قحطان في نفسه (  سوف أدخل لك الى غرفة نومك يا عفاش)  ...  في نفس الوقت يبادر محمد قحطان بالاتصال بابن عبدالغني الشميري سكرتير الوزير الشخصي ، يرد بأنه تركة في مكتبه في نادي ضباط الشرطة ... على اثره يتوجه محمد قحطان وبصحبته ثلاثة من المتشددين يتبعون حزب الاصلاح الى النادي ... كيف عرفت بأنهم متشددين ؟.. أجيب المشدة الظاهرة على رأسهم  . يصلون الى مكتب الوزير ، ويلاحظون بأن انواره مطفأة ؛  فيهمون بالعودة الا انهم يسمعون صوت يركزون اذ بصوت احدهم يتمخط  وبحرقة يفتحون الباب بحذر ...! أحدهم يجلس في زاوية المكتب المظلم ، ويضع رأسه على ركبتيه ويبكي ، والى جانبه سلة قد ملئت بالفاين اللمتلئ دموعاً ومخاط ......

من يهدي الصمت حكاية ؟

من يهدي الصمت حكاية ؟ من يروي ما صار ؟ من يبكي وطناً ؟ أرضا زرعت نبتت  أزهار تحمل أشواكاً تمنع عنا السوء إن غابت في أوقات أو حضرت فاللوم على من يسقيها *** هل ما عاد الموت يخيف ؟ أم قد صار الخوف ظريفاً لا يأتي أبداً أو لا يذهب فا عتدنا عليه فمن يهدي الخوف حكاية وطنٍ وزهور و دماءٍ ما زالت ترويها *** وطني جنة حزن مثمرة و السدر قليل فمن يغسل نور الشمس حين يغادر ؟ من يهديني صبراً من يزرع في قلب الحقد الأعمى  غصناً ؟ ليلين *** من يهدي الأم الشاحبة القوت ؟ إن عجزت عن وصل الصوم ! من يزرع بين ذراعيها أملاً ؟ إن حار الدمع السائح صمتا ً في وأد الحزن من يهدي الحزن حناناً ؟ وحكاية أم ؟ *** من يروي الأرض العطشى  حباً ؟  من يعطي  الحبلى سؤلاً ؟ من يهدي تلك اللوحة لوناً أخر ؟ من يرسم غير الدم ؟ من يهدي الجرح النازف عهناً و ضماد إن غاب البلسم يا ربي  قضاك فالحمل ثقيل عبدالفتاح

عتاب في ذكرى بكائها الأول

اليوم هو الثامن عشر من مارس .. هل تتذكرون هذا التاريخ لا اعلم ! هل تسمعون عن بلد اسمه اليمن؟ ربما لكن نحن لا يفارق هذا التاريخ ذاكرتنا فقد خلدته الأرواح ... لم و لن تستطع الأحرف أن تصفه ولا التاريخ أن يسجله هي وحدها الدماء التي سالت كفيلة بأن تخبر عنه . سأكتب اليوم كغير عادتي عن شيء يخصني وربما لا يخصكم ما تعودت أن افرد أو أُميز مكان عن أخر في وطني الواسع سأكتب اليوم عن مسقط رأسي لن أكتب عن ثورته وعن معانيها وعن جدواها وعن ما حققت . لن اكتب اليوم عن الشهداء فلا أساوي لهم حذاء لن ارثيهم نحن من يجب أن نرثى وليس هم . هم انقياء صادقين بذلوا الأرواح راضين غير مكرهين في أوج النار وفي كثافة الموت كانوا يرتقون بشجاعة يسقط من سبقهم أمام اعينهم فلا يحرك فيهم ذلك إلا عزيمة للمجابهة منهم من هو في عمر الورد ومنهم من هو في مقتبل العمر ومنهم من تقدم به السن تجمعهم صلاتهم وصدقهم وحبهم بالتضحية .. الأرصفة والشوارع كانت موضعاً لجباههم التي خضعت لبارئها . ان اولئك الصفوة من ابناء بلدي قد علموا العالم التضحية , واجهوا الموت بصدور عارية بعزيمة فولاذية ؛ جعلت القناص...