الكل يجيد الحديث ، البعض يتحدث بصوت هادئ والبعض يصرخ والبعض يصمت والبعض يتمتم فمن يتحدث أو يصرخ قد يسمعه البعض فإما يعيرونه اهتماماً أو يقولون كلاماً ، أما من يصمت فقد اكتسب صفة هي في الأصل من صفات الأموات ، لكن من يتمتم فهو يسمع نفسه فقط ممنيها عل تمتماته تتبلور ذات يوم إلى حديث وليس من الضروري أن يكون ذو أهمية بالغة . تمتم العردان تمتماتٍ في أوقات مختلفة ومن ثم رأى أن يسطر تمتماته علها تجد سبيلاً إلى أذان الآخرين وليس من الضروري أن تكون تمتماته ذات أهمية ولكنه يراها كذلك . تمتم العردان باحثاً عن كأس ألم في أمةٍ مليئةً بالجروح فوجد محيطاًً من الألم وسيل من العلل لكنه لم يجرؤ على أن يرتشف أي قطره لما لها من طعم لا تدنوا أن تصل حلاوته إلى العلقم ، لم يعلم من أين يبدأ ، في أمة تشرذمت وانقسمت حتى بدت وكأنها من الكائنات التي تتكاثر بالانقسام ، رأت أن في انقسامها حياة لها ولكن تلك الحياة ما فتئت حتى أصبحت موتاً بطيئاً تزداد سرعته كلما تقدم الوقت ، فرأت أن تعود كتلة واحدة بعد أن صارت كائنات مختلفة النوع والمادة والكتلة ، ومازالت ...
قلبي مرهق بما فيه الكفاية وحروف في خلدي تتمرد ، تتظاهر تدعو للثورة ، ما زالت تصرخ ، حتى نصبت خيمة .