التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

يا نديمي

يا نديمي اسقني الماء زلال غطني من برد ما قبل النهار واحجب الشمس عني ولنغنى للجمال هكذا بدءا الهاجس يراود ذلك المسكين كتب بضعة أسطر ضاناً منه أنه أديب لم يخبره أحداً بذلك ولم يعتقد أيضاً هو بذلك لكنه كتب ما جال بباله . ومن ثم بدءا يحدث نفسه أين يمكن أن تداري سوئتك (يقصد تلك الأسطر) إنه يخاف من أن يقراءها أين كان لم يكتب لأحد ولم يمتهن الكتابه لا يحب أن يطلع على ما كتب أحد ولا أحد يبالي بما كتب ولكن ربما تأتي الصدف على متطفلٍ ثم يسأل نفسه : لكن وإن قراءها أحدهم ماذا سوف يحصل ؟ ربما سيضحك قليلاً ولكن ما ادراه اننا من كتب ذلك هذا مجرد اقتطاف وقليل من التشويه يفكر ملياً ثم يتخذ قراراً بتمزيق تلك الورقة ويراود نفسه قليلا على عدم فعل ذلك إنه مشوش البال وكأنه اقترف ذنباً طائل الكبر في الأخير يقرر الأحتفاظ بما كتب حتى حين يضع تلك الورقة بين مجموعة الأوراق التي معه ماذا تحوي ياترى تلك الأوراق ولما يحتفظ بها ؟ إن شكلها يوحي بأنها ليست ذات أهمية وماذا يمكن أن تحوي مجموعة أوراق مع هذا الرجل إن شكله يدعوا أحدهم إلى الدعاء الحمد لله الذي عافانا مما ابت...

هكذا يكتب التاريخ

لم أكن يوماً أدرك وأنا أتعلق به بأنني يوماً سأكتشف كم كنت ساذج ، كنت واثقاً ولم أشكك يوماً في خيانته و حقيقة ما يقوله لنا ، كنت متعلقاً به كما كنت أحب سماع أحاديثه وقصصه وعباراته وكذا أبطاله وشخصياته ، أجل فقد كنت أحبه . كم هو قاسٍ ذلك الشعور ، عندما تصدم بمن تحب ..! لكن الأقسى هو أن لا تجد مواساة من أحد . وخاصة عندما يكون محبوبك ليس له بديل ، وما حتلاقيش بكره (سيد سيده) . حينها ما عليك سوى أن تكتئب وتفكر في الانتحار ، أو تقفل عليك باب الغرفة وتضل وحيداً مكتئباً إلى أن يشاء الله . نعم أعترف بأني كنت قاسٍ معه بعض الشيء . أنا لم أهدي إليه يوماً قصيدة من قصائد الحب . ولم أرسل إليه باقة ورد . ولم أتصل وأسمعه كاظم الساهر وهو يغني إحدى قصائد نزار قباني . لكن كنت أحب اقتفاء أثاره ، ونقل أخباره . لقد كنت أحبه حبا وما بين حباً وحباً أحبه حبا لكن كم هو مؤثر ومحزن أن يموت من تحب ، وأنت لم تكلف نفسك عناء البكاء عليه أو رثيه بقصيدة غير عصماء لتخلد ذكره بها . كان من المفترض أن أفعل ذلك منذ وفاته ولكن لم يحن الوقت بعد ، فأنا منذ أن أحببته فقد أحببته لأنه ميت . أجل نحن نحب...

روتين منكسر

إنه الصباح ولكنه الغير باكر ، أنهض متثاقلاً من على الفراش ، هذه اللحظة بالذات لها مذاق مختلف ؛ إنه مذاق اليأس والإحباط ، أحاول إغماض عيني لكن دون جدوى ، فقد نفد النوم مني ، أجد نفسي امام حل وحيد ومجبور عليه وهو أن أنهض . إنه الصباح ولكنه الغير باكر ، أفتش عن شيء قد أكون نسيته جوالي في جيبي وقلمي وحذائي على قدمي وبعض أفلاس علها تعيننا على هذا اليوم ، هذا العمل أقوم به كل صباح غير باكر ولا يوجد شيء مختلف ، أوهم نفسي بأني قد نسيت شيء مهم رغم أني لا أملك شيء ذات أهمية ، أسحب الباب وأغلقه بعد خروجي لأني أخر الخارجين من هذه الشقة ، ها أنا قد بدئت الإبتسام عند نزولي سلم العمارة مفتشاً في ذهني عن بصيص أمل ليوم أفضل ، نعم هنالك أشياء ولكن لا أستطيع إحصائها أو تفريدها أو ربما لا يوجد هذه هي العادة وهي أن أكون مسروراً رغماً عن أنفي وعلى ثناياي أن تظهر لترسم ما تبقى من هذا الوجه المدور الأسمر ذو اللحية الخفيفة وتظهر عليه بعض البياض . إنه المساء ولكنه متأخر شيء ما إنه يقارب منتصف الليل ، إنه موعد عودتي من أين ؟! أعتقد أني كنت أعمل . ماذا عملت ؟ لا شيء يستحق أن يذكر . م...

تمتمات عردانية (جرعة ألم)

الكل يجيد الحديث ، البعض يتحدث بصوت هادئ والبعض يصرخ والبعض يصمت والبعض يتمتم   فمن يتحدث أو يصرخ قد يسمعه البعض فإما يعيرونه اهتماماً أو يقولون كلاماً ، أما من يصمت فقد اكتسب صفة هي في الأصل من صفات الأموات ، لكن من يتمتم فهو يسمع نفسه فقط ممنيها عل تمتماته تتبلور ذات يوم إلى حديث وليس من الضروري أن يكون ذو أهمية بالغة .   تمتم العردان تمتماتٍ في أوقات مختلفة ومن ثم رأى أن يسطر تمتماته علها تجد سبيلاً إلى أذان الآخرين وليس من الضروري أن تكون تمتماته ذات أهمية ولكنه يراها كذلك .     تمتم العردان باحثاً عن كأس ألم في أمةٍ مليئةً بالجروح فوجد محيطاًً من الألم وسيل من العلل لكنه لم يجرؤ على أن يرتشف أي قطره لما لها من طعم لا تدنوا أن تصل حلاوته إلى العلقم ، لم يعلم من أين يبدأ ، في أمة تشرذمت وانقسمت حتى بدت وكأنها من الكائنات التي تتكاثر بالانقسام ، رأت أن في انقسامها حياة لها ولكن تلك الحياة ما فتئت حتى أصبحت موتاً بطيئاً تزداد سرعته كلما تقدم الوقت ، فرأت أن تعود كتلة واحدة بعد أن صارت كائنات مختلفة النوع والمادة والكتلة ، ومازالت ...

مواطن في وطن يملكه الآخرون

إنه المساء ولا شيء جديد سوى بضعة أمور لا تغير مرارة الأيام ، هناك في الأفق يسطع القمر كما يفعل دائماً عندما يحين الوقت إنه يؤدي عمله كما يجب ، وهذه هي أزقة الحارة تكاد تخلوا من المارة باستثناء من يمرون بخطاً متسارعة ليصلون إلى مهاجعهم لا أعلم لما العجلة ، وهاهو يمشي بخطاً متثاقلة يكاد يملئها الوقار ينظر تارة يميناً وتارة شمالاً عله يلحظ جديد ومن ثم يطيل النظر إلى موطئ قدمه ، هناك وبجانب برميل القمامة تتمترس بعض الكلاب وبجانبها وليس بقريب بعض القطط والكل يبحث عن شيئ قد يسد جوعه ولكن هيهات فهي لا تجد إلا بعض الفتات لم يجده من مر من البشر وقبله غاب عن ناظر من رماه ، هي لا تفكر حتى في مهاجمة من يقترب منها (أعني الكلاب ) ربما لأنها لا تجرؤ على ذلك أو أن الجوع لم يعطها القوة لذلك أو ربما من يقترب لم يصدر منه حتى الآن هرمون الخوف والشجاعة ربما لأنه لم يعد هناك ما يخيفه أو أنه لا يوجد ما يخاف عليه وربما أن جسمه لم يعد قادراً على إفرازه .   يتدلى من على كتفه الأيسر حزام حقيبته ليمر تحت إبطه الأيمن حيث يضع يده اليمنى على حقيبته كما يفعل الحجاج وقت الإضطباع بإحرامهم ، يت...

فتاة من ورق

سلمى فتاة من ورق تهوى البذخ تحكي لنا عن ما لديها من ثياب وعن ما يزين ثوبها من عناقيد الذهب أما أنا رجل فقير افترش التراب وتقول لي   لا تفترش ذاك التراب  فهو يغطي ما عليك من الثياب ما ذا تريد تلك الفتاة فهي فتاة من ورق  تهوى البذخ أما أنا رجل فقير   وأبي التراب *** سلمى تحدثني بصوتٍ فاتنُ وتقول لي إني احبك يا فتى وتزيد مني الاقتراب سلمى تتخذ القرار سلمى تحدد لي المصير أما أنا رجل فقير وأبي التراب *** وتخالني سلمى أُحب حياتها لكنني رجل فقير سلمى تحدث نفسها : لقد وجدت ذاك الحبيب لكنني رجل فقير لم تقتنع إذ أخبرتها هذا محال فهي فتاة من ورق أما أنا رجل فقير ماذا إذا قلت نعم ماذا يصير لكنني رجل فقير وأبي التراب *** سلمى   أناديها بصوتي الأجش لست أنا من تعشقين سلمى لست أنا بطل القصص سلمى لست أنا من تقرئين سلمى لست أنا من عنه أنت تبحثين وتصر سلمى فهي فتاة من ورق وتقول لي لا شيء عندي مستحيل لكنني رجل فقير *** سلمى تحدث أهلها أني أحب رجل فقير يهوى ...

مشوار

ها أنت قد وصلت ،  عيناك الضوء أبصرت ،  وهاهي حنجرتك صرخات أصدرت هذا هو أنت، أنا وبهذه المرحلة الجميع مررنا في المهد الحنان قد لقيت ، والبراءة أعطيت ، وهذا هو حالك متقلب. ضحكت ثم بكيت لكن قليل ما لقيت. ما الذي يعجبك ؟ تلهو وتلعب ، ترتاح حين تتعب لكن الأمور تتقلب، ومن الحال ها أنت تتعجب وها أنت تقلب الدنيا رأس على عقب، والجميع ما تفعل يحب وها أنت بدأت تكبر. كل شيئ من الأخر أصعب ماذا أنجزت ؟ تعلمت ! قليل ما فعلت آخرين قد صادقت ؟ ها أنت فورقت أو فارقت والأيام تدور وكل شيء في مرور ، ولا شيء يدوم الحزن وكذا السرور ماذا قد أعجبك ؟ وداعة الطيور ! ولكن هل رأيت وحشية النسور ؟ رائحة الزهور؟ لكنها ستصل إلى مرحلة الضمور انظر وتعجب من كل شيء من المتوافقات و المتناقضات والعب بالكلمات تصحو بعد سبات ، تصافح وتخاصم ، تكره وتحب ، تعمل وترتاح وهاهم الآخرين مثلك تماماً يأكل ويشرب ، يضحك ويغضب إنها الحياة ومنها ارتشف كل شيء في تغير اللذة لا تدوم ، والصحيح ! غداً مريضاً أو محموم الحر منه عانيت والبرد منه تدفيت أمشوار إلى هنا قطعت إذا ما الذي فعلت ؟ إمرأة تزوجت؟ أطفال ...

اوباما الأسود في البيت الأبيض

ترددت كثيراً في قرع الموضوع باعتبار أن الضجيج و الخوض في المواضيع والتي قد طرقت وطرقت وطرقت حتى صارت قابلة للسحب وغيره لا يروقني ولا يروقني بتاتاً بتاتاً ، ولكن ما دفعني إلى طرق هذا الموضوع المطروق أصلاً هو ما واجهته من ضجة كبيرة فإن كنت مبالغاً لقلت أن نسبة 99% من العرب فقط دون غيرهم ممن يهمه الأمر أو لا يهمه قد ناقش وخاض وتفلسف حول ما جرى وما يجري , فقلت يا ولد هل سيكون موضوعك القشة التي قصفت ظهر البعير وقررت أن أكتب ما سيأتي . أمريكا آه .... من أمريكا كل شيء كنت تعرفه عن الابتار اقصد عن أمريكا سوف يتغير والأسطورة سوف تكتب من جديد    ما الذي كنت تعرفه عن أمريكا ؟ أسأل نفسي يحدث هذا السؤال في راسي ضجة كبيرة مضمونها : في البداية كنت لا أعرف عن أمريكا سوى القليل ، وبالتحديد قبل العام 2001 ، فقد كنت أسمع بأن أمريكا تشبه بشكل كبير سوبرمان إن لم تكن هو بحد ذاته وما سوبرمان إلا تجسيد لأمريكا ، فأمريكا كان يقال عنها بأنها الدولة العظمى والكبرى و الديمقراطية بعينها , ففيها لا فرق بين الرجل والمرأة ، الأسود والأبيض ،والحيوانات فيها تعيش كالبشر لدينا بل وأفضل ، ...

أنا وحدسي

لم أصدق حدسي ولم يصدق معي يوماً أظنه لكن في كل مره يخبرني حدسي شيء أكون مجبر على أن أحتمل بأنه صادق ، وفي كل مرة أقوم بذلك أستنتج أن حدسي على خطئ لكن لماذا هذا الحدس على هذه الحالة من الخطأ دائما لا أدري أم هل يحمل شيء من الصحة ولكن لم ألحظها يجب دائماً أن نختلق لغيرنا مائة عذر وعذر لكي نظل مرتبطين بهم . وهذا هو الحال منذ زمن وما زلت أختلق لحدسي أعذار كي أصدقه أو أحتمل صدقة ، وذات مره قال لي حدسي التالي : بأن أحداً سوف ينتظرني في مكان ما وبالتحديد في ذلك الشارع خلف تلك البناية في ذلك المقهى وعلى ذلك الكرسي بالفعل وكما في كل حين والشوق يأخذني لأعرف من ذلك الذي ينتظرني وما يحمل في طياته ولكن المكان كان يأخذ مسافة من البعد ، لكن ذلك لم يعيقني ذهبت مسرعاً إلى ذلك الشارع وخلف تلك البناية وفي ذلك المقهى وعلى ذلك الكرسي وكانت المفاجئة الكبرى هل حدسي صدق هذه المرة أم أنه ككل مرة ؟ ..... كان على ذلك الكرسي وفي ذلك المقهى الذي يقع خلف تلك البناية وفي ذلك الشارع بالتحديد أحدهم أخذت أنظر إليه وأنظر وأتحقق ملامحه جيداً قبل أن أتردد في القدوم إليه وإلقاء عليه التحية ، أخذت ال...

البحث عن الأصدقاء

بداية لا أعتقد أن أحداً في هذه المجرة أو على وجه الخليقة لا يملك أصدقاء وباعتبار أنني موجود على هذه المجرة وأني مخلوق كغيره من المخلوقات سواء كانت فقاريه أولا فقاريه زاحفة أو سابحة أو تمشي على قدمين فأنا لدي أيضاً أصدقاء .   صحيح أن أصدقائي يكادون لا يتجاوزن عدد أصابع يدي الواحدة أو أظنهم يزيدون على ذلك بأصبع أو أكثر من ذلك أو أدنى المهم أني أملك أصدقاء كغيري من المخلوقات التي لديها جهاز تنفسي باختلاف طريقة جلبها للهواء واستخلاصه ، ولكن ذات مره جلست أتأمل هل صحيح أن لدي أصدقاء ؟ وما معنى أن يكون لديك أصدقاء ؟ ومن هم هؤلاء الأصدقاء ؟ وهل هم أصدقاء حقيقيون ؟ أم أنهم كائنات أنتوبلازميه ؟ أو هلامية أو ربما وهميه وأضنني وضعت كل هذه الاحتمالات وزيادة .   وبعدها قمت باستثناء العرادن واللافقاريات والحيوانات والنباتات وأبقيت على الكائنات التي تدعى بشر ، وبدأت أحسب كم عدد أصدقائي سيسألني أحدهم لماذا كل هذه الدوشه فلا يوجد مبرر لذلك ؟   وأقول بل يوجد مبرر لذلك فتأمل معي : أحياناً أحس نفسي وحيداً في هذا العالم (أرجوكم لا تبكوا ولا تتأثروا) وأرى أن العالم مظل...